المقالات

قراءة في تقرير مخابراتي


 محمد شريف أبو ميسم ||

 

التقرير الذي تداولته بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الصادر عن مجلس الاستخبارات الأميركي (المكون من 18 وكالة استخبارات والمعروف بمجتمع الاستخبارات)، والذي قام الرئيس الأميركي "جو بايدن" برفع السرية عنه، هذا التقرير يطرح الكثير من التساولات بشأن ما ورد فيه، من قبيل أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم التوترات الدولية، وأن البلدان الفقيرة ستواجه العواقب السلبية الأكبر لأنها الأقل استعدادا للتكيف، وحدد التقرير إحدى عشرة دولة من بينها العراق سيكون تأمين الطاقة والغذاء والمياه العذبة والصحة معرضاً للخطر جرّاء التغير المناخي، الأمر الذي سيؤدي إلى الجفاف وموجات الحرارة وإلى إجهاد البنى التحتية مثل امدادات الكهرباء، ما قد يفضي إلى صراع داخلي وهجرات بشرية وموجات لجوء إنساني، كما في الفقرات (5 و6) من التقرير، وإلى احتمال زيادة الإصابة (بحمى الضنك) في دول بضمنها العراق كما في الفقرة (11).

يقدم التقرير صورة قاتمة عما سيحصل في العالم وتحديدا في الدول الأحدى عشرة، التي أشار لها وبضمنها العراق، محذرا من عدم قبول المساعدة والفشل في التعاون ومنذرا الدول المتخلفة من مغبة اللحاق بالركب والاستفادة من التقنيات الحديثة التي تحتكرها الشركات التي تحكم العالم، والا فانها عرضة للصراعات السياسية والحروب الأهلية، بما يشير صراحة لقبول التدخل الخارجي المباشر في ادارة شؤون هذه البلدان.

هكذا يخبرنا التقرير بكل وضوح، الأمر الذي يعطينا حق التساؤل والبحث عن صلة محتوى التقرير بما حدث وأريد له أن يحدث في البلدان التي أشار لها التقرير أو البلدان المجاورة لها، ففي بلدنا رفض أهالي السماوة سعي جهات أجنبية لاستثمار مليون دونم من أراضي الصحراء ومثلها في الرمادي على أرض تحتوي على أكبر خزين مائي في الشرق الأوسط، وطالبوا باستثمارات محلية تضمن استثمار المياه وطنيا وتشغيل العاطلين، وتجنيب البلاد شرور ما يقال بشأن توطين الأجانب في مدن زراعية في اطار صفقة القرن، بينما قامت رساميل عراقية باستثمار بعض من هذه المساحات وسرعان ما أحالتها إلى أرض خضراء.

ولهذا فمن حق أي عاقل أن يتساءل عن سر موجات الغبار العاتية المنطلقة من داخل الحدود العراقية حصرا!، ولماذا ينسحب الاحتباس الحراري على العراق دونا عن دول الجوار الأكثر تصحر؟ وهل فعلا أن علوم هندسة المناخ والهندسة الجيولوجية والعلوم ذات الصلة بصناعة المطر وانزال البرد الصناعي في المناطق الحارة، قادرة على صناعة موجات الغبار على مناطق دون غيرها؟ إنها أسئلة مشروعة تحتاج لمختصين بهذه العلوم وربما يكون لها صلة بتقرير مجتمع الاستخبارات الأميركي.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك