عماد الاسدي ||
الهمج الرعاع قد تكون هذه التسمية لاذعة، منسوبة إلى أمير الكلام الإمام علي (ع)، حيث صنَّف الناس إلى ثلاثة أصنافٍ، عندما خاطب "كميلاً" وأنَّ الخطاب ليس فقط لشخص كميل، بل هو خطاب لكل فردٍ من أتباعه وشيعته،وهذا نص الكلام: "يا كميل، إنَّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقوله لك: الناس ثلاثة، فعالمٌ ربَّاني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رَعَاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لا يستضيئون بنور العلم، فيهتدوا، ولم يلجئوا إلى ركنٍ وثيق، فينجوا.."
نناقش الموضوع بمحاور اساسية جزء كبير منها سببا في وجود الصنف الثالث من تشخيص قول الامام عليه السلام وبأختصار :
المحور الاول : إن نظام التعليم السليم ضروري لكل بلد في العالم. كل دولة تطور شعبها على أساس التدريب والتعليم النشطين وعلى أسس اجتماعية وسياسية واقتصادية. الا ان نظام التعليم العراقي بسبب كونه يفتقر الى اهداف مناسبة او فلسفة هو تعليم ضعيف غير قادر على تطوير وتوجيه الشعب على أسس سياسية واجتماعية سليمة ،إلى جانب ذلك، هناك نقص في الفرص التعليمية لمواد العلوم والتكنولوجيا.
ويفتقر النظام ايضا الى أسلوب تربوي سليم لصقل وتطوير التفكير والاستدلال والإبداع لدى الطلاب ، لذلك نرى أن التعليم الجيد له أهمية في الارتقاء بوعي الإنسان ولمواجهة الديكتاتورية التي تعيشها الشعوب ، وربما يفسر هذا الأمر شيئا من المشكلة في بلدنا التي يرتفع مستوى الجهل فيه وتتدنى جودة التعليم، ما يجعل الشعب عرضة للتأثر السريع بأساليب الديكتاتور.
المحور الثاني : دور الاسرة في بناء الفرد وتطور المجتمع ، تعد الأسرة الأساس في تطور المجتمع، حيث إنَّ قوة المجتمع و ضعفه تقاس ببناء وتضامن الأسرة أو ضعفها، وتحسن المجتمع أو فشله يتعلّق بالأسرة. حيث ان تربية الأبناء تربية صحيحة وسليمة مما يعكس بصورة ايجابية على المجتمع وتطوره.
المحور الثالث : دور المؤسسة الدينية التبليغية في توجيه الفرد نحو التمسك بحبل الله المتين وعترته الطاهرة اللذان يكونان سببان رئيسيان في رفع مستوى الوعي والبصيرة لدى ابناء المجتمع.
من خلال ايجاز هذه المحاور الثلاث الرئيسية نستخلص للاتي :
عندما ميز الباري تعالى الانسان بالعقل وجعله حجة عليه كي يتفكر ويتعبد ويحسن التصرف ويتحرر من عبودية الانسان ويكون عبداً لله تعالى الذي سواه فعدله لكن ان يتجرد من العقل ليصبح كالبهائم والحمير وتنقلب افعاله الى شر وضرر ويصبح وباءاً للتجهيل والتضليل هذا امر غير مقبول ابداً فما يفعله البعض من حملة تجهيل لاتباعه ليتحول الى بؤرة للجهل وينقلب على الشرائع السماوية ويخالف الجميع بما يصدر منه , فكلنا يعلم اثار وتداعيات الجهل على اي مجتمع ينتشر فيه.
وما يتم فعله اليوم هو مخطط بعيد المدى لتجهيل الناس وجعلهم همج رعاع من خلال سوء التعليم والفتك في الاسر وفصل المجتمع عن المؤسسة الدينية ، لذلك كل الشرفاء من ابناء هذا البلد بمختلف اصنافهم وقومياتهم عليهم مسؤوليات كبرى امام الله تعالى وامام مجتمعهم لابد من التصدي لها واعادة بوصلة التعليم والتققيف الى مسارها الصحيح.
بالعلم والعمل ترتقي الشعوب
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha