انتصار حميد ||
لست أميلُ كثيرا الى ما يسمَّى بنظريَّة المؤامرة , على الرغم من أنَّ مظاهر هذه النظريَّة تصرُّ على الظهور كلَّما وجدت فرصة للتعبير عن نفسها بشكل واضح . بيد أنَّي من مدرسة دأبها أنَّها لا تستند إلَّا لما هو علميٌّ , مُستدَلٌّ عليه .
الأسباب بالمسببات. هذا هو المنطق الذي يؤطر قضية التصحُّر في العراق؛ فعندما يُقام أكثرُ من أربعة عشر سدَّا في الاراضي التركية, اذ تعمل هذه السدود على إيقاف ما مقداره (43) مليار متر مكعَّب عن نهري دجلة والفرات، حينذاك لا ينبغي لعاقلٍ أن يدسَّ أنفه بالتراب، ليردِّد مع المغفلين أنَّ الأمر جرى وفقا لسياقات طبيعيَّة. وعندما يُضمُّ هذا الفعل الإقليمي المتعمَّد إلى تردي حالة السوق في العراق، نظرا لارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل العملة العراقيَّة، فلا بدَّ أن ننصت جيدا إلى منطق الجيبولتك أولا وقبل كلِّ شيء. بل ماذا عن الانسداد والفوضى التي يشهدها البلد؟ّ!
إنَّ ما بعد تشرين 2019 ليس كما قبلها. هذا هو الشعار الذي حاول اللاعبون الدوليون تصديره إلى الساحات، ليجد صداه واضحا الآن في ظلِّ ما تشهده منطقة غرب آسيا من متغيرات وأحداث.
سياسة التجويع والتجفيف متبنيات أمريكيِّة بريطانيَّة. وإذا كان ثمة من يريد دليلا على ما أدَّعي، فإنِّي انصح بقراءة المؤلفات الآتية للمفكِّر الأمريكي روجيه غارودي:
- الولايات المتحدة طليعة الانحطاط
- الربح مقدما على الشعب
- نحو حرب دينيَّة
- الانقلاب الكبير
فضلا عن كتاب (ماذا يريد العم سام)، للمفكِّر واللساني الأمريكي نعوم تشومسكي.
لا شك في إنَّ المتتبع الحريص سيجد أن كلَّ ما يحدث كان قد تشكَّل وفق مخططٍ أُعدَ له جيدا في دهاليز المخابرات الدوليَّة. سيجد أنَّ التجفيف والتجويع ما هما إلَّا مقدمات بسيطة للتطبيع.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha