نور الجبوري ||
اختر جارك قبل دارك ! ولكننا مجبرون على التعايش مع جيراننا ,الشمالي منهم يقطع عنا المياه ويحاربنا بها ,ومن الجنوب يمنعنا من انشاء الموانئ , اما الجار الغربي فهو الذي يرسل لنا الهدايا على شكل انتحاريين وسيارات مفخخة .
حسب تقرير نشرته صحيفة (الغارديان ) ,ان تركيا قامت بإنشاء حوالي 585 سدا ,لأغراض توليد الطاقة المائية والتحكم في المياه. ويضاف الى ذلك ان هنالك 210 سدا قيد الانشاء وفق ماورد في كتاب "الموازنة المائية في العراق وأزمة المياه في العالم " للباحث قاسم الامير .
حيث اقامت تركيا وضمن مشروع ( الكاب GAP ) ,على نهري دجلة والفرات 22 سدا , منها 14 سد على نهر الفرات واكبرها سد اتاتورك , بينما هنالك 8 سدود على نهر دجلة واضخمها سد اليسو , وكذلك 14 محطة كهرومائية , لاستصلاح مساحة كبيرة تعادل مساحة بلجيكا .
اما الداعم لمشروع ( كاب GAP ) فهي عدة دول , من بينها اسرائيل , امريكا ,كندا وفرنسا . وقد اخذت تركيا قروضا من اسرائيل لتنفيذ هذا المشروع , اما اسرائيل فقد طلبت من تركيا شراء اراضي في الجنوب الشرقي من تركيا , والسبب في ذلك هو الحصول على المياه , وبالتالي السيطرة على العراق وسوريا من خلال ورقة ضغط هي المياه .
للعلم مشروع (كاب GAP ) تم تصميمه بأيادي خبراء اسرائيلين هم ( شارون لوزوروف ) و المهندس ( يوشع كالي ) , وايضا مايقارب 67 شركة ومؤسسة اسرائيلية تعمل على هذا المشروع منذ العام 1995 .
ولكن الاسوء من كل ذلك , هنالك ربط بين موضوع السدود والعواصف الترابية التي اجتاحت البلاد هذا العام ! فحسب تصريح وكيل وزير الزراعة ميثاق عبد الزهرة لوكالة الانباء العراقية ... ان قلة التخصيصات المالية هي من العوامل الرئيسية التي ادت الى تكرار العواصف الترابية.
حيث احتج عدد من خبراء البيئة في العراق وكذلك ايران, على قيام تركيا ببناء عدد من السدود , وقد حذر العديد منهم , من ان تقليص نسبة مياه دجلة والفرات من قبل تركيا سيكون له اثار سلبية كبيرة .
على الرغم من كل تلك التصريحات والتحذيرات ,الا ان تركيا قامت وفي الخامس عشر من نوفمبر 2021 بافتتاح سد اليسو, ما اوقف تدفق 43 مليار متر مكعب من المياه عبر نهري دجلة والفرات ,اي انه سيمنع حوالي 56% من المياه المتدفقة من تركيا في النهرين . الامر الذي سيزيد من تجفيف بعض اجزاء العراق , وبالتالي سيزيد من تكون الغبار ,لانها ستقلل من تدفق المياه الى الاراضي الرطبة وتحولها الى مصدر غبار , وان هذا الامر سيستمر في احداث اضرار بيئية جسيمة في العراق .
اذا ما أستمرت تركيا على هذه السياسة وبتمويل اسرائيلي امريكي , فأننا مقبلون على كارثة انسانية بتجفيف تام لنهري دجلة والفرات .
ولــكـن يبقى السؤال ألاهم من كل ذلك ,اين دور الحكومة العراقية في مواجهة هذه الحرب المائية ؟! .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha