كوثر العزاوي ||
في خبرٍ تناقلته وسائل الإعلام: أن فراعنة السعودية تحتجّ على إقامة دورات صيفية ثقافية للاطفال والناشئة في اليمن الصامد، وتؤكد
انّ انصار الله يدرِّسون الاطفال منهج تدمير حليفتهم إسرائيل، وفي الوقت نفسه، نُشر خبرا مفاده:
أن دويلة الإمارت وملوكها أشباه الرجال، تَعرض على الصومال مبالغ مغرية وإغراءات مادية اخرى بملايين الدولارات مقابل "أن تشنّ الصومال الحرب على اليمن"!! حقا إنه لأمر عجب!! وانا اقرأ الخبر عاد بي الشعور إلى قصة فرعون وموسى وما أفاض به كتاب الله تعالى موضّحًا، إصدار فرعون قرارًا يقضي بقتل من يُولد من الذُكور، بعد أن علم أن هناك نبيًا اسمه موسى سيولد، وأنه هو من سيقضي على مُلكه ويُذل جبروته، لذلك فقد أخفته أمّه عن أعين الناس بعدما حملت به؛ لِكي لا يعلم به جُند فرعون، والفارق اليوم ان أم موسى في اليمن هي مَن تُهيّئ أولادها وتحثهم على المضي إلى طلب المعارف والتدريب على المقاومة والدفاع عن الحق ضد فراعنة العصر وجبابرة الظلم، مما أصبح موسى ومثله كثير في كل دول محاور التمهيد يشكّل خطرا على فراعنة السعودية والإمارات ودويلة إسرائيل ويقولون لهم: لن تدركوا طموحكم فإلهُ موسى -الله- الذي أنجاه بالأمس فسينجيه اليوم دون أن تضعه امه في الصندوق وتلقيه في اليمّ! فالأسلوب الطاغوتي في التصدي لكل من يهدد عروش الطواغيت هو نفسه قائم ليومنا هذا
وفي كلّ الأحوال يعبّر عن واحدة من الممارسات والخطط المشؤومة للقدرات الشيطانية الظالمة التي تستهدف إبادة وتعطيل الطاقات الفعّالة، وترك غير الفاعلين الأجواف للإستفادة منهم في خدمة الانظمة الطاغوتية، لقد كان «بنو إسرائيل» قبل موسى"عليه السلام" عبيدًا للفراعنة، إذ استمرت سلطات فرعون حتى بعد بعثة موسى"عليه السلام" وشيوع دعوته إلى اعتماد الخطة المعادية في قتل الأبناء واستحياء النساء ، بهدف الإنتقام والإبادة حتى تتعطل فيهم عوامل الصمود والمقاومة!!
ولكن ما هي نتيجة كلّ هذا الكيد المستمر على مرّ الازمان؟!
القرآن يجيب : {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر٢٥
سواء كان فرعون بني صهيون في فلسطين أوبني يهود في الحجاز أواذنابهم وأذرعهم الفرعونية في العراق ولبنان وايران ودول أفريقيا وآسيا كله في ضلال مهما اشتد الصراع، لأن موسى زماننا وقومه يؤمنون أن الله تعالى قد أمضى بمشيئته أن ينتصر للحق وأهله مهما تجبر فرعون وقومه، وأن الباطل زاهق لامحال، كما يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون بظهور القائد الاقدس الذي شابهت غيبته غيبة موسى بعد أن طاردوه بنو العباس قبل ان يولد وبعد ولادته، غير أن المشيئة الإلهية شاءت ادخاره ليوم نرى فيه كل طواغيت الأرض وجبابرة العالم تحت أقدام الغائب الموعود وانصاره الذين استُضعِفوا في الأرض وصبروا وجاهدوا تمهيدا وعشقًا لدولة العدل المنتظر التي تعزّ الإسلام وأهله وتُذل النفاق وأهله.
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾الأعراف١٣٧
٢٢شوال١٤٤٣هج
٢٤-٥-٢٠٢٢م