سلمى الزيدي ||
حُجِبت الرؤيا عِند تقارب الجفون مع وجود هذا المدَ الأصفر المسموم، لايأتي من الله الشر هو خيرآ رغم كل الضنون..
بسم الله الرحمن الرحيم ( إنَ الله لايظلم الناس ولكن الناسَ أَنفُسَهُم يظلمون )..
مع إزدياد سيل العواصف الترابية أو (العجاج)، كما يطلق عليه في العراق، وهو عبارة عن رياح تحملُ كَمياتٍ من الأتربة والرمالِ وتُشَكل سحابةً محمولة فوق سطح الأرض، كان لابد من تسليط الضوء على أهم الأسباب والمسببات لهذا الموضوع، والذي وصل حد أن يكون بحجم ظاهرة مخيفة تنبأ بعواقب خطيرة، وخاصةً إن هذهِ العواصف الترابية تؤثر وبشكلٍ واضحٍ على معظم مفاصِل الحياة اليومية، من تعطيل تام للدوائِر الحكومية وشلل جزئي للحركة والعَمل ، هذا بالإضافةِ إِلى تأثيرها الصحي المباشر على المواطنين، حيث تشهد مستشفيات أَغلب المحافظات العراقية حالات إختناقٍ وعجز في التنفس لبعض المرضى .
ترجح العلاقة المرادفة بين هذه العواصف والمد التصحري الذي بات يهدد العراق، في حال لو أُخِذَ الأَمر بمنضار علمي ونركز هنا على السبب الدال لهذهِ الظاهرة .
حَيثُ أَقدَمَ (بني أُمية والحكومة التركية) وتجرأَت للمرة الثانية بإِستعمال حرب الماء، والتي ضربت عرضَ الحائط جميع القوانين والإتفاقيات، التي تنص على المشاركة الدولية للموارِد المائية، وتفردت (الدولة العثمانية) بالتهديد وتوجيه سلاح الجفاف على العراق وسوريا، مُستغلةً بذلك إنشِغال العالم بالصِراعات والحروب الداخلية والخارجية والأطماع الحكومية السلطوية، من خلال تفعيل مشروعآ كان في طَي الحُسبان، تَجَرأَت على نفض الغبار عنه وكشف مضامينهُ الفعلية، وهو مخطط ( جنوب شرق الأناضول ) الذي وضع في عام 1930الهدف منهُ هو إنشاء (22) سدآ، منها (14) سد على نهر (الفرات ) و(8) سدودٍ على نهر (دجلة) بلإضافةِ إِلى مجموعة من المشروعات الإروائية والخزانات والقنوات و(19) محطة كهرومائية، أهمها على نهر(الفرات)
وفي عام 2006 وُضِعَ الحجر الأساس لأكبر مشروع في (تركيا)، وثالث أَكبر مشروع في العالم وهو سد (إليسو) على نهر (دجلة)، وحسب الإحصائيات التي نشرتها وكالة الأناضول، عن إجمالي عدد السدود في تركيا وعن لسان الرئيس التركي (أردوغان)، حيث قفز عدد السدود من (276) إلى (585)! وأعلن الرئيس التركي حينها عن قرب إفتتاح (17) سدآ إضافيآ يفصل بين كل منهم شهر أو أَقل، وهذهِ التقارير والإحصائيات تنذر بالخطر المحقق على العراق، حيث ستنخفض المياه الواردةِ إليه إلى نسبة 47% من الإيراد السنوي! وهذا مابدأنا نلمس نتائجهُ في المد التصحري لجفاف ألاَراضي ولمساحات وآسعة، وتأثيرهُ السلبي على أَغلب مفاصل الدولة الصناعية منها والزراعية، حيث يهدد بجفاف الأَراضي الزراعية، كيف لا إذا كانت القدرة التعزيزية لمشروع (جنوب شرق الأَناضول)، تُقدر بنحو (100) مليار متر مكعب الأَمر الذي يجعل من (تركيا) أَن تستحوذ على مايُقَدر ب(80%) من مياه نهر دجلة والفرات، أَي ستحجز مانسبتهُ (43%) من نهر( دجلة) الداخلة للعراق، ونسبة (40%) من نهر الفرات الداخلة إليهِ أَيضآ، وهذا مؤشٌ خَطير وسط سكوت واضحٍ للحكومة العراقية وإلتهائها بالأُمور الثانوية .
ـــــ
https://telegram.me/buratha