خلود عبد القادر ||
في بضع دقائق، نقف عند احداث مرت بشكل سريع، لكنها لا تمحى من ذاكرة جميع الأطراف، سواء ذكروا او تناسوا.
فمنذ اللحظات الأولى، التي تقدمت بها عصابات الإرهاب الى ارضينا، تنكر بعض القادة والمسوئلين، تاركين مهامهم ومسؤولياتهم، إما خوفا او مؤازرة واتفاق،
في ذات الوقت تنكرت العصابات، بزي الاسلام وهو براء منهم، وباسلوب المنقذ، او دعوى الانسانية التي لا يفهمون منها شيئا، وللأسف انخدع البعض بتنكرهم.
وللأسف ايضا، وياللعار لهم، قد تنكر بعض اللاوطنيين وباعوا دنياهم وأخرتهم؛ بالانظمام الى صفوف الإرهاب، طمعا بالجائزة، ولهفة وراء الخلافة الزائفة، وصدمتهم سرعة الهلاك وحجم الخسارة.
وقد تنكر اخرين، مستعجلين بقرارهم وتعاونهم، عندما طبلوا بالاعلام لتلك المجاميع الارهابية، وشجعوا الارهاب، باذلين ماء وجوههم؛ من أجل ارضاء الاطراف الداعمة للارهاب، وسرعان ما انهزموا اعلاميا وميدانيا.
فيما تسارع الاحرار لنكران ذاتهم بالذود عن الوطن، منطلقين من مرتكزات عقائدية، وانسانية، وتأريخة، والأهم وطنية بامتياز، فكانوا متفانين لحد تعجز الكلمات عن وصفه وذكره، ضمن اروع ملحمة بطولية مفاجئة،
من لا يملك قوت يومه، ولا حتى شبرا لعائلته، هب مدافعا لا يطلب أي ثمن، سوى الانتصار والحفاظ على هذا الوطن المقدس بكل ما يحتويه، واستمر مسلسل نكران الذات والروح المتفانية المعطاءة. حتى انه لم يكتفي بسناريو الدفاع والقتال، بل تعدى ذلك؛ حيث نكران ذات ومسك الاراضي المحررة، ثم دفع خطر السيول، وبعدها وقد تكون الاشد خطورة، وهو التصدي لجائحة كورونا، والانطلاق مؤخرا بحملات خدمية كثيرة.
ولا ننسى احتواء الاحرار بقيادتهم الحكيمة لتلك المؤامرة التي ارادت الاقتتال بين ابناء الوطن والتفرقة والفتنة اثناء موجة التضاهرات، ولكن ((يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) وكأنما شاء الله ان يجعل ثلة الاحرار التي تحمل اسم (الحشد) مهدما لمخططات الاعداء بنكران ذات وبعين الله ما يفعلون