كوثر العزاوي ||
جامعة الإمام الصادق"عليه السلام" هي الجامعة الإسلامية الجعفرية بتنوع علومها الدينية ومعارفها الإسلامية والإنسانية والطبيعية،
فهي لا تنتمي لجهة أو طائفة أو عرق أو قومية، ومن يطالع التاريخ يجد هذه القضية واضحة في مدرسة وجامعة الإمام "عليه السلام" فهو لم يكن مذهبيًا في العلم، بل كان يعطي علومه للجميع، ولم يكن يوقف علمه على خاصة تلامذته، صحيح أن هدف المعصوم هو تركيز مدرسة أجداده الطاهرين، مدرسة التوحيد والولاية، لكنها في الواقع هي مدرسة الإسلام المنفتح على الجميع، والشاهد ان التاريخ حدثنا، أن عددًا كبيرا من أئمة المذاهب يدرسون تحت منبره الشريف ويغترفون من نمير علومه، فهذا أبو حنيفة النّعمان إذ نُقلَ عنه أنه كان يقول:"لولا السنتان لهلكَ النَّعمان"
وقال مالك بن أنس إمام المالكية: "وما رأتْ عَينٌ، ولا سمعت أذنٌ، ولا خَطَر على قلب بشرٍ، أفضل من جعفر بن محمّد الصادق، علمًا وعِبادة، وَوَرَعًا"
ومما لاشك فيه، أن مدرسة الإمام الصادق"عليه السلام" قد أصّلت جذورها عمق التاریخ وبقیت مبارکة طیبة، أصلها راسخ في الأرض وفروعها في السماء، تؤتي أکلها کل حین بإذن ربها، ولاغرو أن علوم المعصوم ومدرسته إنما تقف وراءها طاقاته التکوینیة المتینة المستمدة أسبابها من السماء بأوعية طاهرة لم تنجَّس بأنجاس الشرك والأهواء، بل كل ما كان من الطاقات، فهي تصبُّ في بوتقة واحدة، هي بوتقة بناءِ مجتمعٍ توحيديٍّ إسلاميّ صالح نقيّ وثمرته فردٌ مسلِمٌ یعیش حریة الفکر وحریة الإنسانیة وعبودیة الخالق المطلق "عز وجل" ضمن ضوابط واهداف، وظيفتها تطهير الذات والارتقاء بها نحو الكمال.
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}الانشقاق٦
ولعل ماجاء في الخصال: للشيخ الصدوق ص ٣١٠/ لَخَير شاهد على ماذُكر:
قال الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق"عليه السلام":
{إنما شيعة جعفر : مَن عَفَّ بطنهُ وفَرجَه، واشتدَّ جهاده، وعَمِل لِخالقِه، ورَجا ثوابه، وخاف عقابه؛ فإذا رأيتَ أولئك، فأولئك هم شيعة جعفر} فلينظر كلٌّ منّا نسبة تشيّعهِ وانتمائه إلى جامعة العصمة الجعفرية.
٢٤شوال ١٤٤٣هج
٢٦-٥-٢٠٢٢م
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha