نصير مزهر الحميداوي ||
الصيحة هي من علامات ظهور الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) المحتومة، وهي عبارة عن نداء من السماء باسم الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) عند ظهوره، ليكون علامةً على كونه هو نفسه المهدي الموعود عليه السلام.
ورد في الروايات أن ثمة صيحة في السماء تكون قبل خروج الإمام القائم (عج) بزمنٍ يسير، فتكون من العلامات القريبة على ظهوره المبارك، وأفادت بعض الروايات أن هذه الصيحة تكون في شهر رمضان ليلة الثالث والعشرين منه، وورد في بعضها أنها تكون في ليلة الجمعة.
بحسب الروايات تصدر صيحتان، واحدة من قبل جبرائيل(عليه السلام) والأخرى من قبل ابليس ليفتن الناس بها، ولم تقتصر روايات الصيحة على التراث الإمامي دون أن تشاركها روايات أهل السنة في ذلك، وهؤلاء صوروا لنا الصيحة بأنها حالة من حالات الرعب والفناء بخلاف ما يصوره التراث الإمامي من أن الصيحة هي تحول مهم يستبشر من خلالها المؤمنون وتكون رحمةً لهم، قضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) من عجائبها أن الأئمة عليهم السلام كشفوا تفاصيل ظهوره بدقة وكأنهم يضعون بين أيدي الناس وصفاً لواقع يجري أمامهم راوين أحداث الظهور وما يكون فيه، يعلن جبرائيل عليه السلام بصوته نبأ ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وهذه أعظم المعجزات حيث يتولّى نشر الخبر مَلَاكٌ طاهر، وصلت أخباره عبر الأنبياء عليهم السلام إلى كل أصحاب الرسالات، فهو الذي تولّى السفارة بين الله وبين الأنبياء والرسل، وكان الواسطة الأمينة التي نقلتْ كلام الله إلى هؤلاء الرسل.
في شهر رمضان وفي ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين تكون تلك الليلة ليلة جمعة، يتولّى جبرائيل عليه السلام فيها إذاعة خبر ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) فعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل عليه السلام إلى هذا الخلق، أفادت الكثير من الروايات أن الصيحة هي صوت جبرئيل (عليه السلام) يبشر فيها بظهور القائم (عليه السلام ) فيذكره باسمه واسم أبيه وأنه قائم آل محمد (صلوات ربي وسلامه عليه ) وأن ذلك الصوت يسمعه كلُّ أحد على سبيل الإعجاز، هذا وقد نصت بعض الروايات أن الصيحة من العلائم الحتمية للظهور.
عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، أنه قال:
الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان، لأن شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم (عليه السلام) فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام.
ثم قال (عليه السلام) يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس اللعين ينادي: ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه أنه صوت جبرئيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام) حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج، وقال: لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم (عليه السلام) صوت من السماء وهو صوت جبرئيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه، والصوت الثاني من الأرض هو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما، يريد بذلك الفتنة، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به.
الغيبة للنعماني ص260
قال أبو جعفر (عليه السلام) وقد سألته عن القائم (عليه السلام) فقال: إنه لا يكون حتى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب، حتى تسمعه الفتاة في خدرها "
الغيبة للنعماني ص 263
اتفقت الروايات على أن الصيحة السماوية من العلامات الحتمية، وهي عبارة عن الصوت السماوي الذي يسمعه كل قوم بلغتهم، وقد جاء في بعض الأخبار أن المنادي هو جبرئيل(عليه السلام) وفي بعضها الاخر أنه ينادي بعبارة « ألا إنّ الحقّ في عليّ وشيعته » وحسب ما يتضح من جملة من الروايات التي طرحت في المقال والتي تتكلم عن الصيحة التي تسبق الظهور المبارك، إنما تشير الى وجود صيحتين أحدهما صيحة حق والأخرى صيحة باطل، الأولى ينادي بها جبرائيل (عليه السلام) ليعلم الناس عن ظهور الحق (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والأخرى انما هي من نداء الشيطان لغر الناس ويبعدهم عن نداء الحق وليغويهم عن جادة الصواب.