حسن الربيعي *||
* سلسلة نقدية
مساكم الله بالخير..
عندما يحاكي الفن حقائق الأشياء يظهر الجمال المكنون في جوهرها، ويحررها من القيود التي تعرقل مسيرها نحو المطلق، وعندما تحتضنه منظومة القيم والأخلاق الأصيلة، يسمو ويساهم برقي المجتمع وازدهار الحياة.
والطبيعة العراقية بأفراحها وأتراحها، زرعت الفن في فطرة الانسان، بفضل التراكم الحضاري، والتنوع الثقافي والفكري، وتنوع البيئة وحيويتها، وما تحويه من ثروات في ظاهرها، وباطنها، ما جعل الانسان العراقي منتجاً لأنواع الفنون منذ آلاف السنين، وسباقاً في عطائه الحضاري. فعندما يكون الفن هادفا، وملتزماً بأخلاق المجتمع، وصادقاً في التعبير عن مشاعر الأفراد، وممتلئاً بالمضامين السامية المعبرة عن الفضيلة، يكون مبدعاً ومشرقاً، ويساعد على تذوق الجمال، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
لكننا نرى بين الفينة والأخرى أشخاصاً يجهلون المعاني السامية للفن، ويعملون على استغلال السينما، والمسرح، والشعر، والغناء، وغير ذلك، حباً للانتشار (الطشّة)، والكسب المالي والشخصي على حساب الذوق العام، هنا لابد لمؤسسات الضبط الاجتماعي أن تمارس دورها، بمنع (التفاهات) من استغلال الفن وأدواته، كما يحصل في بعض المشاهد (الخادشة للحياء) التي تتضمنها بعض المسرحيات، والأغاني (الهابطة)، والمقاطع الشعرية، والخطابية (المبتذلة)، فكلنا مسؤولون، المؤسسات الدينية، والحكومية، والنقابات، والنخب الاجتماعية، والطليعة الشبابية، لابد أن يتحمل هذا الجيل مسؤولية حماية النمط العراقي الأصيل، والوقوف بوجه (التفاهات)، ومقاطعتها أينما تكون، ولاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر الطرق نشراً للثقافة الشعبية، ولابد من المحافظة على الفن الصانع للحياة.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha