نعيم الهاشمي الخفاجي ||
دائما مشعلي الحروب يبررون جرائمهم في قتل ملايين البشر في اسم الدفاع عن الوطن، أو ينصب نفسه كشرطي وقاضي مثل حال بعض الدول الكبرى التي باتت تبرر احتلالها إلى بلدان مثل الدعوى ان غزوهم مبرر لنشر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ومن المؤسف ان هذه القوى المتسيدة على العالم هي التي استخدمت أسلحة الدمار الشامل ضد شعوب كثيرة لكي تصبح قوة عظمى متسيدة على العالم، نعم يبررون حروبهم تحت شعار ان الحروب قد تكون ضرورة قاسية، أو ان الله عز وجل خول فلان قائد عظمى لنشر تعاليم السيد المسيح ع والعدالة بالعالم، بغض النظر عن مبررات شن الحروب تبقى الحروب معاناة وجروح مؤلم على الدوام.
الحروب امر واقع لامحالة بظل ظلم البشر وتجبرهم، الإسلام عندما نزل على محمد ص أراد أن يعمل للبشرية دين يضمن حقوق الجميع بالتساوي، دخل بهذا الدين كل الطبقات العمالية والفلاحية والناس أصحاب البشرة السوداء الذين كانوا يسموهم في العبيد ويتم بيعهم في أسواق مزدهرة مثل سوق عكاظ، علي بن أبي طالب ع كان زعيم الطبقات العمالية والفلاحية الفقيرة، لقد مثل الإمام علي بن أبي طالب ع أروع مثل إنساني بالتعامل الإنساني مع كل بني البشر، وأصبح بلال وعمار وابو ذر بمستوى واحد مع اغنياء قريش، لذلك أصحاب المال والنفوذ دخلوا الإسلام وبحجة الخوف على الإسلام دبروا انقلابهم انقلاب السقيفة الذي مهد وأسس الأساس لوصول بني أمية للسلطة لكي يعيثوا في الأرض فسادا وظلما، سرقوا بيت المال خزينة الدولة الإسلامية، معاوية بحروبه قتل عشرات آلاف الصحابة، اغتال المئات بعد صفو الأمر اليه، بل دبر عملية اغتيال عاىشة زوجة رسول الله ص لكن لم نجد من البهائم المفخخة التي تكفر الشيعة في اسم عائشة لم يكفروا قاتل عائشة زوجة رسول الله ص، المال لعب دورا مهم في شراء الذمم ووضعوا أحاديث في جعل معاوية الضال انه خال المؤمنين، خال المؤمنين معاوية وقتل ام المؤمنين عائشة زوجة رسول الله ص، إجرام بني أمية وقتلهم إلى الأمام الحسن ع والصحابة وقتلهم إلى الأمام الحسين ع وال بيته وسبي بنات رسول الله ص وقيامهم بتنفيذ غزوة واقعة الحرة في قتل وتدمير مدينة رسول الله ص واغتصاب آلاف الفتيات بقيادة القائد الهمام بسر بن ارطءة، كل هذه الأمور القبيحة عجلت في نهاية حكمهم الظالم، فقد ذكرت كتب التاريخ
أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام
فقلت من التعجب ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ وإن رقدت فاني لا أُلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي على الإسلام والعرب السلام
قالها نصر بن سيّار ، آخر ولاة بني أمية على خراسان قبل ثورة بني العباس، محذراً الأمويين من مغبة التقاعس عن وأد ثورة العباسيين في خراسان في مهدها.
شعراء العرب تطرقوا في اشعارهم إلى الحرب، الشاعر العربي عمرو بن معدي كرب الزبيدي قال في اشعاره،
الحربُ أولُ ما تكونُ فَتيّة تسعى بزينتها لكل جَهولِ
حتى إذا استعرتْ وشَبّ ضِرامُها عادت عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ
شمطاءَ جَزّتْ رأسَها وتَنَكرَت مكروهة للشم والتقبيلِ.
في العصر الجاهلي قبل العهد الإسلامي
الشاعر زهير بن أبي سلمى وصف الحرب، وما الحربُ إِلا ما عَلمتمْ وذُقْتمُ وما هو عنها بالحَديثِ المرجمِ
متى تَبْعثوها تَبْعثوها ذميمة وتَضرّ إذا ضَرَّيتموها فتَضْرمِ.
الحرب تبقى هي حرب ومآسي يدفع ثمنها الفقراء من لأمهات والأطفال، والآباء من كبار السن والعجائز، لازلت اتذكر بكاء امي وهي تودعنا بزمن حروب صدام الجرذ النتن العبثية، كانت تدعوا الله عز وجل ليل نهار وكتبت لنا السلامة انا واخوتي نجينا من عشرات بل مئات المرات من موت محقق، عندي خالة قتل ابنها بمعركة المملحة في الفاو بقيت تبكي عليه ليل نهار إلى أن ماتت في شهر كانون الأول عام ٢٠١٩، مآسي جرائم فلول البعث في خطف وقتل وتفجير الأسواق ذات الغالبية الشيعية تسببت بقتل مئات آلاف الشهداء، جرائم سبي نساء واطفال الايزيديون والشيعة والمسيح في الموصل وتلعفر وسهل نينوى وبشير وقرى طوزخورماتو وبعض مناطق ديالى وفي المدائن وحزام بغداد تبقى في الذاكرة.
الحروب سببها الكبار ويدفع ثمنها المواطن الفقير، كل شعارات أبطال الحروب كاذبة، الشيء الرئيسي الذي يهم المواطن الفقير هو البقاء على قيد الحياة، كان معي ضابط من الانبار بزمن الحرب العبثية الرجل حقه كان يبكي ولا أريد أن اذكر اسمه احتراما لخصوصيته كان يحسد الكلاب والقطط والحمير ويقول لي هذه الحيوانات احسن مني ومن حياتي، هذا الأخ او مثل بقية اقرانه الملايين، صدام الجرذ استعبدهم وساقهم لحروب عبثية لذلك بدأت الحرب وانتهت ولن يحصل هذا الأخ وأقرانه على أجوبة حقيقية عن أسباب هذه الحروب العبثية، طبيعة الإنسان يريد الحياة إن استطاع إليها سبيلاً.
أن الدول الكبرى المتسيدة على العالم ومن أصحاب تاريخ استعماري في احتلال واضطهاد الشعوب الفقيرة ولهم سوابق سيئة في دعم الأنظمة الدكتاتورية، صناع الارهاب والقاعدة وداعش الملطخين بدماء الملايين، يأتون يصنفون كل المطالبين والمدافعين عن حقوقهم بالإرهاب وأنهم أشرار، عالم منافق لا يحترم الضعيف والمسالم، لدينا في عالمنا العربي أنظمة صنيعة الاستعمار وتنشر الارهاب والكراهية تنفذ أوامر صانعي الحروب في تمويل الحروب الباردة والساخنة وبكل وقاحة يرفعون شعار محاربة الإرهاب ويستهدفون القوى المناضلة والوطنية التي تقاتل الارهاب الوهابي التكفيري، نحن في عالم ينظر للأمور في نظرة عوراء، لذلك تستمر الحروب و المآسي والمظالم.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
29/5/2022