مازن البعيجي ||
التصدي للقيادة، أي قيادة صغيرة كانت أم كبيرة، على مستوى جماعة قليلة أو على مستوى جماعة كثيرة حزب كان، أو حركة، أو دولة، او عشيرة، مالم تكن تلك "القيادة" تحتفظ على نحو التطبيق الفعلي والعملي خالص النية بالتقوى، والعدل، وسياسة الرعية كما روي عن المصطفى "صلى الله عليه و آله وسلم" ( كلكم راع وكلكم مسؤول عنرعيته. ) وقيل؛ الملك يبقى بالعدل مع الكفر، ولا يبقى بالجور مع الإيمان. وعن المصطفى "صلى الله عليه و آله وسلم" "عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة".
كل هذه المضامين المحذرة عن إدارة الأمة او الجماعة هو مهلكة في حال عدم الإلتزام بها واعتبارها نافلة لا يؤثر تركها! ومن هنا ورد عن الإمام الخُميني العزيز في هذا الصدد حيث قال:
"ثمة أشخاص يتغيرون بمجرد أن يستلموا زعامة قرية بسبب ضعف نفوسهم فيخضعون لتأثير ذلك المقام الذي وصلوا إليه، بينما يوجد أشخاص آخرون يخضع المقام لتأثيرهم بسبب نفوسهم القوية، ويقول أن السيدين رجائي وباهنر ورغم أن أحدهما كان رئيسا للجمهورية والآخر رئيسا للوراء فإنهما لم يكونا من الذين تؤثر فيهم الرئاسة، بل أنهما اثّرا في الرئاسة، أي انهما اخضعا الرئاسة لقبضتيهما، ولم تذهب بهما الرئاسة.
هذه الخطورة التي يبتلى بها مسؤولي كل جماعة وتكون مهلكة لهم أن لم يلوذوا بكهف الشريعة، ولعل من هنا جاء تشظي الجماعات وتكاثرها، حتى بلغت حدا من التيه والبُعد حتى أصبحت خارج أسوار الشريعة افرادا وجماعات، وقد روي في حديث ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ؛ النص ؛ ص260
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ مَنْ وَلِيَ عَشَرَةً فَلَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَدَاهُ وَ رِجْلَاهُ وَ رَأْسُهُ فِي ثَقْبِ فَأْسٍ.
فهل يعي من هو في فلك التصدي خطورة مقالة المعصومين؟ وهل سوف يستمر على ذلك من أصبح ملاذا وكهفا يرتع فيه كل خارج عن هذا المزاج العتروي؟!
"إنَّ في ذلكَ لَعِبرَةً لِأُولي الأَبْصارِ"
النور٤٤
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..