المقالات

ما بين الوطن والعقيدة، لمن الاولوية؟!


منار العامري ||   الوطن لغةً: هو مكان إقامة الإنسان واستقراره، حيث ينتمي إليه سواء أكان مسقط رأسه أم لم يكن. فقهياً: هو المقر الدائم للمرء الذي تجب فيه الصلاة تماماً. جميلٌ ان يحب الانسان وطنه ولكن لابد له ان ينتبه الى امرٍ في غاية الاهمية، وهو ان لا يجعل المولاة والمعاداة في سبيله، فنحن نعلم ان الولاء للاسلام اولاً وآخراً ولا ينافسه ولاءٌ آخر حتى لو كان ولاءً للوطن، فهل يصح ان نقدم حب الوطن على حب الله تعالى؟ كثيراً ما نرى تعصباً وجاهليةً في حب الاوطان، فنجد ان اهل الوطن الواحد يعادون اهل الوطن الآخر لمجرد انهم لايعيشيون داخل تلك الحدود، الحدود التي خطتها أيادٍ خبيثة لغرض تفرقة المسلمين. الله تعالى آخى بين المسلمين في يوم المؤاخاة المعروف من غير ان يشترط عليهم ان يذكروا اوطانهم، فهل نفهم من ذلك شيئاً غير انه سبحانه قدم الانتماء للاسلام على كل الانتماءات؟ لو حدث ان تخاصم شخصان أمامنا وكان الظالم اخاً لنا في الوطن بينما المظلوم اخٌ لنا في الاسلام، فكيف يجب ان يكون موقفنا؟ بديهياً يجب علينا ان ننصر المظلوم ولا نركن الى عنصرية الوطن فالحق مقدمٌ على كل شيء. القاعدة الذهبية التي ارسى قواعدها اهل البيت عليهم السلام لنا، عندما نقرأ الزيارة نقول: (اني سلمٌ لمن سالمكم، وحربٌ لمن حاربكم، ووليٌ لمن والاكم، وعدوٌ لمن عاداكم) لذا فكل ولاء وعداء يجب ان نعرضه على هذه القاعدة اولاً، لنعرف اين نحن وكيف سيكون موقفنا. إن استكانة المسلمين ما حلّت الا بعد ان خُدعوا وقدموا ولائهم للوطن المحدود على ولائهم للعقيدة اللامحدودة، فأصبح اهل كل وطن يتفاخرون على اخوانهم في الاوطان الاخرى، ويحتقرونهم ويتجاهلون همومهم واوجاعهم وبلاءاتهم، بينما يقول الحديث النبوي الشريف: (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) بينما نرى أن أحدنا إن ابدى تعاطفاً مع اخوانه المسلمين في البلدان الاخرى يسمى خائناً وذيلاً..!!  والحال ان الله تعالى نصّ في كتابه الكريم في سورة الحجرات قائلاً: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)  وصل الامر بتقديس الاوطان ان جُعلت مقدمة على الدين عند كثير من عديمي البصيرة، فعندما يصل الولاء للاوطان الى هذا الحد فأين ولاؤنا لله تعالى؟ ترُى هل سنشهد ديناً جديداً يجعل من الوطن وثناً يُعبد من دون الله؟ لو كان الولاء للارض لما ترك النبي مكة، ولو كان الولاء للعشيرة لما قاتل قريشاً، ولو كان للعائلة لما خاصم ابي لهب، لكنها العقيدة، والعقيدة مقدمة على كل انتماء. الولائج والبطائن اذا سيطرت على الانسان اهلكته، وكان سقوطه من الغربال امر حتمي، وحب الوطن احد هذه الولائج فما لم يكن خاضعاً للقاعدة الذهبية (قاعدة سلم لمن سالمكم) فلا خير فيه والاولى إسقاطه من نفوسنا قبل ان يُسقطنا من الغربال، فكيف سننصر صاحب العصر والزمان اذا كانت ولاءاتنا العنصرية متعشعشةً في نفوسنا؟ حتماً سنحاربه عندما نراه يهتم ببلدان نراها عدوةً لنا..! إن وطن المسلم الموالي الشيعي هو كل ارض توالي علياً وتبرأ من عدوه ولا يهمه اسم ذلك الوطن او شكله، المهم هو من يوالي علياً ويحبه. وطني لا تحده حدود
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ثامر صاحب علي خضير المساعدي
2022-05-30
احسنتم كثيرا وسلمت الأنامل فعلا العقيدة فوق كل الاعتبارات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك