نعيم الهاشمي الخفاجي ||
بغض النظر عما كتب الكثيرين حول قرار تجريم التطبيع، بظل انبطاح عربي وسيطرة دول الرجعية العربية على الجامعة العربية والتي أعلنت عن فتح علاقاتها بشكل علني مع إسرائيل بل واحتفلت دول عربية خليجية في يوم إعلان نشوء دولة بني صهيون، وتم الترحم على الضباط والجنود الصهاينة الذين اسسوا دولة اسرائيل على حساب الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني، قرار تجريم التطبيع الذي أقره البرلمان العراق حالة غريبة بظل الانبطاح العربي المعلن بحيث أصبح حكام بني صهيون لهم الكلمة العليا في قيادة الدول العربية المؤيدة لبني صهيون أكثر من نسبة عالية من اليهود الرافضين للتصرفات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، لذلك إقرار البرلمان العراقي بالإجماع، مشروع قرار يدعو لحظر التطبيع مع إسرائيل، ويتضمن عقوبات مشددة إزاء المتعاملين مع الدولة العبرية تصل إلى السجن المؤبد والإعدام.
وطبقا للنسخة التي نشرتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية، فإن الهدف من القانون هو «منع إقامة العلاقات الدبلوماسية أو السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية أو أي شكل آخر من العلاقة مع الكيان الصهيوني المحتل».
ويحظر القانون الجديد إقامة أي علاقة مع اسرائيل أو الانتساب لأي جهة إسرائيلية والعمل معها أو قبول المساعدة منها، كما يمنع الترويج لأي فكرة أو آيدولوجيا تابعة لها.
وينطبق القانون على الأشخاص العاديين وجميع المسؤولين ووزارات ومؤسسات الدولة وكذلك المحافظات والأقاليم والشركات العامة والخاصة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى شركات المستثمرين الأجانب في العراق.
ويدعو القانون لإنزال عقوبة بالسجن المؤبد أو المؤقت لكل من سافر إلى إسرائيل أو زار إحدى سفاراتها أو مؤسساتها في دول العالم كافة أو اتصل بأي منها. وفي بند آخر، يدعو لفرض عقوبة الإعدام على كل من أقام أي علاقة مع إسرائيل.
واعتبر زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، تشريع القانون الذي قامت كتلته بكتابته وتقديمه، «إنجازا عظيما» ودعا أتباعه إلى الخروج إلى الشوارع احتفالا.
زعيم قوة العصاىب الشيخ قيس الخزعلي بارك المشروع واشاد بزعيمه السابق السيد مقتدى الصدر وفق بيان رسمي اصدره الشيخ قيس الخزعلي، على اثر بيان شيخ قيس الخزعلي تعرض لحملة من التشكيك من قبل بعض المغردين في تويتر ووصفوا بيانه المؤيد بأنه أكبر خطأ وقع به الشيخ الخزعلي، وإن القانون حسب زعمهم هو تأييدهِ لقانون التطبيع المبطن واحتفال الشيخ قيس مع سيد مقتدى والتصويت على هذا القانون المحشو بالمتفجرات حسب قول احد المغردين في تويتر يقدم نفسه من تيار المقاومة، واعرب عن استغرابه كيف يصوت زعيم فصيل مقاوم على هكذا قانون بدون التدقيق في فقراته….الخ من الكلمات الغير مسؤولة والتي تكشف تفكير الكثير من المغردين الذين يملئون الساحة ضجيج وصراخ، لديهم ضبابية حيال الوضع السياسي العراقي، هؤلاء واجبهم الانتقاد والتشكيك والصراخ والعويل ولايملكون طرح رأي بديل افضل ومقبول، الانتقاد بدون طرح بديل افضل يصبح هراء.
قانون التجريم سحب البساط من ارجل أنصار صدام الجرذ الهالك والانظمة البدوية الوهابية المطبعة بشكل مجاني لذلك صدرت منهم انتقادات حيال القانون الجديد مستندة إلى أن العراق ليس بحاجة لتشريعات جديدة في هذا الشأن نظرا لوجود قانون مماثل يعود إلى حقبة نظام صدام الجرذ الهالك.
قانون تجريم التطبيع بظل الانبطاح العربي السائد صفعة لكل جاهل وباحث عن استقرار المنقطة بحجة السلام مع من يرفض السلام ويرفض تنفيذ قرار التقسيم منذ صدور قرار التقسيم عام ١٩٤٧، ليس كل شعوب العرب ترفض التطبيع، للشعب العراقي خصوصيته ولذلك العراقيين يرفضون كل أشكال التطبيع، لو تم إعطاء الشعب الفلسطيني دولته وعاصمته القدس الشرقية بعدها يمكن الحديث عن التطبيع ورغم ذلك العراقيين أيضا يرفضون التطبيع وهذا حقهم الشخصي والوطني والقومي والإسلامي، موقف مشرف للبرلمان
وشكراً بفخر أقولها لمن شرع هذا القانون، نعم رغم حملة التسفيه الذي يقودها إعلام فلول البعث البدوي الوهابي وبعض البسطاء من ابناء بيئتنا من بعض اتباع الأحزاب ضد قانون تجريم التطبيع، يكفي إقرار قانون تجريم التطبيع جاء القرار بشكل مخالف تماما لرأي أمريكا وبريطانيا الذين اعتبروا هذا القانون أشد القوانين صرامة بالتعامل مع التطبيع المجاني،إعلامنا فاشل جداً، يعتمد على الكذب والتزوير والتدليس والتضليل، حتى لو كان لدينا اختلاف مع سيد مقتدى الصدر علينا عدم الاعتراض على كُل ما يصدر من السيد الصدر مهما كانت النتيجة وكذلك علينا عدم رفض كل ماتتكلم به الفئات السياسية الشيعية الأخرى علينا أن نتبنى مشروع جامع ملزم للجميع واذا كان بقانون تجريم التطبيع ثغرات فيمكن مناقشة ذلك وإدخال تعديلات، المهرجين دليل على فشلهم إعلامياً.
نعم هناك حقيقة الثقة مفقودة بالوضع العراقي وعلينا أن نبحث في تجارب الدول التي تعاني من تعدد قومي ومذهبي وطبقت أنظمة حكم ثبت نجاحها، دعوا عنكم دعم تيار وطني يؤمن بالعراق الواحد الأحد ... هذه كلاوات انتهت علينا نجد نظام سياسي يجمع الكل والجميع يحكمون أنفسهم ضمن دولة فيدرالية حقيقية، الشعب هو من صوت على الدستور فعلينا قبول الدستور، انتهى وقت سيطرة فئة دون اخرى، من مصلحة العراق حل اصل الصراع القومي والمذهبي ليحل السلام ويتم قطع دابر التدخلات الدولية ونحصن جبهتنا الداخلية، الذي يريد الاستقرار والأمن والعيش الكريم عليه إيجاد نظام حكم تقبل به كل المكونات، وهناك حقيقة لولا الصراع القومي والمذهبي بالعراق فكل المكونات العراقية ضد التطبيع وإلقاء أنفسهم في أحضان المطبعين والانبطاح.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.