طالب الأحمد ||
..ربما نحن الشعب الوحيد الذي يقارن دوما بين الحاضر والماضي..ربما نحن الشعب الوحيد الذي يعيش عذاب الاختيار بين السيء والأسوأ..ربما نحن الشعب الوحيد الذي يخشى أن يأتي المستقبل بما هو أسوأ.
في طفولتي كنت اتوقع ان يصبح بلدي الحبيب اكثر تقدما من اوربا..في الصف الأول متوسط كان عقلي بمستوى طالب جامعة..كنت اقرأ لكبار الفلاسفة والروائيين والمفكرين؛ واكثر ما كنت اهتم به قراءة تجارب الأمم في النهوض والتقدم.
وذات يوم في السبعينات التقيت في مكتبة التحرير في الباب الشرقي حيث كنت ازورها باستمرار لكي انفق مدخراتي على شراء الكتب..التقيت يومها بصحفي صيني يعمل مراسلا في بغداد لمجلة الصين الشعبية ..كان يتحدث العربية الفصحى..سألته عن أمنيته فقال لي : اتمنى ان تصبح الصين مستقبلا مثل العراق!!!!!!!!!.
شعرت بالزهو يومها ( كنت لازال يافعا في المرحلة المتوسطة) وتوقعت ان العراق سيتجاوز الصين وكل بلدان آسيا.
اليوم أبكي دما على حال بلدي الحبيب..ويعذبني رفيف الوطن في ذاكرتي مثل طائر جريح.
فجر الأول من حزيران ٢٠٢٢
https://telegram.me/buratha