كوثر العزاوي ||
من دواعي البهجة والفخر أن نرى الشريحة "الأهمّ" من جيل اليوم تحت ظلّ رعايةٍ أبوية من ممثلية المرجعية في العتبتين المقدستين، وقد احتفت بهم لبلوغهم "سن التكليف" في تظاهرة رائعة تركت من الأثر البالغ في النفوس، في زمنٍ يسعى عملاء الاستكبار بمختلف أدواتهم لطمس الهوية الدينية والانتماء الحقيقي وتغيير الثقافة لأتباع العترة الطاهرة"عليهم السلام" وأنّ دعوة الاولاد والبنات في رحاب سيد الشهداء وأخيه ابي الفضل العباس"عليهما السلام"يهدف الى ترسيخ فكرة البناء السليم لنواة المجتمع عبر إرسال إشعاع الفضيلة والاستقامة، لتقول لصنّاع الحرب الناعمة التي يشنّها الاستكبار الغربي: مهما بالغ مِعوَلكم بتهديم صروح قيَمنا فلن تستطيع النيل من روح ثباتنا ورصانة بنائنا التي شيّدتها ارحامٌ نظيفة وأصلاب طاهرة وحجور عفيفة قد استمدّت عوامل تكوينها ونموّها من نهج وتراث آل محمد المعصومين "عليهم السلام" فلم ولن يتأثر ذلك البناء بمعاول الرذيلة قط!! إننا جيل الأمل الموعود والوعد الصادق! وما هذا المشهد المهيب إلّا صفعة بوجهِ المروّجين للثقافة الغربية في بلد المقدسات وهي تسعى إلى تفريغ عقول ابنائنا وبناتنا من المحتوى الحقيقي وحجبهم عن الإبداع الذي خُلقوا من أجله، وستبقى تلك النفحات العابقة المربّية بإشارة من المرجعية الرشيدة التي اخذت على عاتقها أعظم رسالة وتذكرة نحو بناء جيلٍ صالحٍ على صعيد الفكر والسلوك المستقيم الذي يعزز ثبات العقيدة الإسلامية، ويُبعد شبح الانحرافات الأخلاقية والفكرية عن طريق فلذات اكبادنا، وإن الاهتمام بإقامة مثل هكذا احتفالية فرحًا ببلوغ الاولاد والبنات سن التكليف، لها عدة أبعاد وأهداف سامية في خطوةٍ لإلفات انظارهم، إلى أنهم قادرين على تحمٍل مسؤولية أفعالهم أمام أنفسهم وأمام عوائلهم وأمام الله "تبارك وتعالى"وان تجعلهم جديرين بمواجهة التحديات الكبيرة في مسيرتهم القادمة بعدد سنيّ اعمارهم، ليكونوا مبارَكين أينما حلّوا، واثقين من قدرتهم على اتخاذ القرارات في بناء أُسَرهم ومجتمعهم على أسس شرعية وفق ضوابط السماء، والعمل الجاد أمام ربّهم وبلدهم ومستقبلهم وببالغ الثقة والوعي والبصيرة، وبلا شك.. سيبقى أثر مثل هكذا ذكرى والاحتفاء بها، راسخًا متوارَثًا جيلًا بعد جيل كظاهرة إيجابية الغاية منها: تكريم تلك المرحلة العمرية لتحفيز الطاقات والمَلَكات واستنهاض الهمم وإطلاق المواهب عند النشأ الصالح لأنهم في الواقع مشروع بناءٍ وتمهيد وعطاء للمستقبل الواعد في دولة العدل المقدس، فالعمل الصالح والإخلاص أساس الحياة الطيبة.
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} النحل ٩٧
٢-ذو القعدة١٤٤٣هج
٢-٦-٢٠٢٢م
https://telegram.me/buratha