نور الجبوري ||
من يعجز عن حماية ورقة امتحان ... هل يستطيع حماية بلد !!!.
ادينا الامتحان الوزاري ثلاث مرات في رحلة الدراسة, في نهاية كل مرحلة دراسية كان هنالك امتحان وزاري يسمى ( البكالوريا ) , يؤدي هذا الامتحان كل طلاب العراق - ماعدا الاقليم - ,من يجتاز هذا الامتحان يحصل على شهادة مرحلة كاملة , والغرض من الامتحان الوزاري وكما هو معلوم للجميع لاختبار معلومات الطلبة بنفس المستوى من الاسئلة .
طبعا كانت الروايات كثيرة بطريقة وصول الاسئلة لنا كطلاب , منهم من يقول رأيت الطائرات التي تحمل الاسئلة فوق سطح المدرسة ,اما الاخر فيقول لقد جاؤوا بالاسئلة بسيارات مصفحة بحماية الكلاب البوليسية ...!
لكن الذي كنا نراه طيلة السنوات السابقة ونحن في قاعة الامتحان ,تأتي مديرة القاعة وفي تمام الساعة التاسعة صباحا بالدقيقة الى القاعة الامتحانية , وهي تحمل كيس ورقي مختوم بعدد من الختوم وبألوان مختلفة , لوهلة تشعر انه كتاب تنصيب رئيس الوزراء من شدة اهمية هذا الكيس ومن درجة الانضباط في فتحه .
وتطلب مديرة القاعة الامتحانية من المراقبة -التي تراقب سير الامتحان في تلك القاعة - ان توقع ع الكيس الورقي وتتعهد بأنها رأته مغلق , ثم يُطلب من طالبة – لا على التعيين – من تلك القاعة ان تقوم بالتوقيع على ذلك الغلاف المغلق بإحكام - لطالما رغبت بأن اكون تلك الطالبة – وقد تحقق ما رجوته في المرحلة الاعدادية قبل مايقارب الثمان سنوات .
في الوقت الذي تأتي فيه مديرة القاعة برفقة كيسها الورقي الذي يحمل داخله اوراقاً كانت بمثابة اوراق تحقيق احلامنا واماني والدينا , في هذا الوقت تجد بعض الوجوه اصفرت والبعض الاخر يكاد يختم ايات القرأن ... طبعا هذا كله سابقا , قبل ان يأتي عصر تسريب الاسئلة في ليلة الامتحان , كما حدث قبل ايام في امتحان اللغة الانجليزية للمرحلة المتوسطة , وقد انكرت الوزارة ذلك على الرغم من انتشارها قبل ساعات عدة في وسائل التواصل الاجتماعي .
اما ماحدث في ليلة امتحان الرياضيات فهو فضيحة للحكومة بأكملها , كيف يتم تسريب اسئلة امتحان في الساعة الثانية صباحا ,وبعدها تقوم وزارة التربية بارسال كتاب لكل المديريات ينص على "تأجيل امتحان مادة الرياضيات بسبب تسريب الاسئلة " !!
اعتراف من الوزارة بفشلها الذريع في حماية ورقة امتحانية, هذه الورقة تحدد مصير جيل كامل ممكن ان يقود البلد مستقبلا !
المعروف للجميع ان الوزارة تقوم بوضع ثلاث نسخ من الاسئلة , النسخة الاصلية ونسختان احتياط لكل طارئ , اين تلك النسخ ؟ والمصيبة الاكبر من كل هذا , في الصباح يُقيم وزير التربية مؤتمرا صحفيا في مقر اقامته الحالية في شقلاوة , ويمتنع عن ابداء اي تصريح يخص تسريب الاسئلة ؟!!!
كيف يُدار بلد بهكذا استهتار, واساس بناء البلدان هو التعليم ؟؟
اين يتم وضع الاسئلة ليلة الامتحان ليتم تسريبها بهذه الطريقة , ويتم الاستهزاء بوزارة كاملة ؟؟
أيٌعقل يتم وضعها في ( جيب السترة ) على شكل رزم !!!.