عباس زينل||
الإمام الخميني قدس الله سره هو الوحيد الذي كلما أردت الكتابة عنه خجلت، يخجل قلمي ويتلعثم لساني ويدي ترجف، كأنهم يقولون لي حذاري وعلى المهل؛ فأنك في محاولة الكتابة والتحدث عن من جعلكم تملكون الشجاعة لكي تلزمون قلمًا، وتتحدثون بحرية وسط هذا العالم المتجبر؛ الذي يحاول النيل من دينكم وانتماءكم وفكركم، بل عنكم المسلمين جميعًا.
نحن قبل الإمام كنا على الهامش تمامًا، كنا فاهمين بأن الدين والإسلام هو العبادة وفقط،
كنا نحن والعلماء والمثقفين والثائرين على رفوف المكاتب هوامش، كنا لم نفهم ما هو الحُسَيْن ومن هو، كنا نقصد ائمتنا قصد إرتباط عاطفي فقط، كنا نمشي مئات الكيلومترات ونقصد الحسين بهدف الوصول لمرقده فقط، كنا لم نصل لحقيقة الحسين وشخصه.
إلا إننا بعد مجيء الخميني وثورته؛ عرفنا ما هو الحُسَيْن وما معنى ان تكون حسينيا وكربلائيا،
عرفنا كيف نصمد أمام الطغاة وكيف نواجههم، عرفنا كيف نتسلح بالدين ونواجه الكفر والإلحاد.
الخميني علمنا بأن قوى الغرب والمحتلين نمر من ورق، علمنا بأن فلسطين أرض عربية وإسلامية مغتصبة؛ ويجب إزالة الكيان السرطاني الغاصب.
الخميني أظهر حقيقة دين مـﺣـﻣﺩ وما جاء به، هو الذي أوصل للعالم صوتنا، هو الذي بنى أعظم دولة إسلامية وسط جميع التحديات، هو الذي علمنا ما هي الوحدة الإسلامية، وكيف ان الغرب يعمل على تشتيت الامة وتفريقها، وتفريغها من محتواها ومبادئها للقضاء عليهم بكل سهولة.
الآن وبعد سنين من رحيل الإمام؛ فهمنا لماذا عشقه الثائرون والفلاسفة، فهمنا ماذا يعني ان يقول المؤرخ الفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر؛ ذوبوا في الإمام الخميني، فهمنا لماذا أراد ان يكون خادمًا لدولة الخميني في قرية من قرى إيران.
فهمنا أيضًا لماذا كل ما هو مرتبط بالخميني محارب، فهمنا كيف وجه الغرب كل إمكانياته وإعلامه وأدواته؛ في محاربة ومواجهة كل من يعشق الخميني وفكره، الخميني لم يرحل عنا؛ بل زرع وغرس في داخلنا جميعًا الشجاعة والإيثار، بفكره نواجه ونجابه الغرب وطغيانه وجبروته.
السلام على الخميني كلما مر الزمن، السلام على كل من يحمل فكر الخميني، السلام على الثائرين الذين يواجهون جبروت الغرب بالسلاح الخميني.