حسن الربيعي *||
*سلسلة نقدية
مساكم الله بالخير..
حاولنا رسم مخطط بياني لأداء الحكومة الحالية (بعد فشل محاولاتنا مع الحكومات السابقة في ظل النظام الديمقراطي)، فكانت الخطوط متباينة الاتجاهات، فخط الكهرباء بطيء الصعود، سريع النزول، وخط الفقر، كخط الفساد يسير مرتفعاً باستمرار، أما خط تجهيز مواد البطاقة التموينية فنازل مع سبق الإصرار، وما يخص قطاعات الزراعة، والمياه، والصناعة، والتجارة فخطوطها البيانية عبارة عن (شخابيط) متداخلة تسير نحو الدمار، ثم تتبعنا خط النفط الذي لم يكن واضحاً، ربما لأن وزارته تعمل بعيداً عن عيون الناس، مثلها كمثل (الاعتداءات التركية على حدودنا الشمالية).
أما وزارتا الثقافة، والخارجية، فتائهتان لا يعرف لهما قرار، ولا لخطيهما استقرار، وكانت المفاجأة الكبرى مع خط (التربية) والتعليم الذي كان منحدراً جداً، ومتجهاً نحو السقوط، خصوصاً بعد فضيحة تسريب الأسئلة الوزارية للامتحانات العامة للمرحلة المتوسطة، ولا داع لإكمال بقية الخطوط لأنها لم تعد بيانية، بل (شخابيط وزارية) مزعجة كأنما وجهتها أياد أجنبية، ونفذتها (عقول جاهلية).
لابد من إيقاف المهازل، والاستهتار، وذلك لن يكون الا بنهضة شعبية واعية تتناسب مع مكانة العراق وعمقه الديني والحضاري.
ومن محاسن النظام الديمقراطي (رغم تحفظاتنا على بعض جزئياته) الا انه يمنح فرصة تجديد اختيارات الشعب لممثليه باستمرار، فلابد أن نبذل جهوداً لإشاعة الوعي الجماهيري، فالدولة تشبه أبناءها، ومن أراد أن يرتقي بالدولة لابد أن يبتدئ بتوعية الأفراد وترقيتهم، والسعي لتشكيل مجموعات الضغط الشعبية، وتوجيه الرأي العام؛ بالضغط على السياسيين؛ ليسرعوا بتشكيل حكومة (وطنية قوية، وخدمية) تتحمل مسؤوليتها التاريخية، وتبعد الفاشلين، والمتسلقين عن إدارة الدولة، وتقدم الفاسدين واللصوص للقضاء العادل؛ لينالوا جزاءهم، ويعيدوا للشعب حقوقه المنهوبة.
ولابد أن تتغير الأحوال، فلكل زمان دولة، ورجال. وصدق الشاعر حسن الجزائري حين قال:
سَيظَلُّ اسمُــكَ يا عِـراقُ مُمَجَّـداً مـــــا دامَ اسمُ اللهِ فيــكَ يُمَجَّــــدُ مـا عاشَ طاغٍ في بِـــــــلادِكَ مُنْعَـماً إلّا وَزالَ، وَكُــــــلُّ طـــــــــــــاغٍ يَنْفَـــــــــــــدُ
https://telegram.me/buratha