المقالات

إِنِّي أَجِــدُ بِوَطَني ضُعـفـاً ..!


سلمى الزيدي ||

 

كانَ يا ما كان لَيسَ بِبَعيدٍ  مِنَ الزَمان كانَ في وَطني شَيئاً مِنَ الأَمان، َوما هيَّ إِلّا دَورَةُ عَقارِبٍ وآحِدة وَتَصَدَعَ بَعدَها المَكان !.

في عَمقِ وادٍ أَنتَ يا وَطَني لِتَنزَلِقَ إِلَيكَ المَصائِبِ وَالأَزَمات مِن فوقِ رَأسِكَ، وَتَجري الخَيراتُ لِتَتَجَمَع تَحتَ أَقدامِكَ، وَمابَينَ فوقِكَ وَتَحتِكَ وَسمائِكَ وَأَرضِكَ بُعّدُ نَضَرِ العَينِ لِلعَين .

في مَكانٍ ما وَبَعدَ إِنتَهَاء الحَفلَةُ الفارِهة هَدَئت الموسيقى الصارِخة، وَذَهَبَ المَدعوّونَ بَعدَ أَن هَنَئوا لِلزَواجِ ( اللامُبارك ) بَينَ الشيطانِ والشَقراءِ المشَرَدة الضاهِرُ عارَها! لاتَخفيهِ وَلا تَستَحي مِنه، مَدَّت يدَها لتُصافِح جُنودَ زَوجَها أَو بِالأَصَح ( عُشاقَها ) التَي حَمِلت مِن كُلِ واحِدٍ مِنهُم لَقيطاً، في ذالِكَ اليَوم المَشؤوم غُرِسَت الأَجِنَّةُ الخَبيثةَ في رَحِمِ الأَحشاءِ القَذِرة، وَصارَ لابُدَّ لِلشقراءِ أَن تَسكُن بِمَكانٍ تَستَوطنُ فيهِ  بَعيداً عن الشوارِعِ والباراتْ، لِيَزَرَعَها الشَيطانُ بَعدَ تَجَمُع الآراء لِخُطَطٍ وأَهدافٍ مُستَقبَلية حِينَ يَجيءُ مَوعِدُها يَكون اللُقَطاءِ قَدّ إِنطلَقوا مِن الجَسَدِ  المُسَرطَن إلى الأرض المُغتَصَبة، لَم تَكن الغآية وَاضِحَةً لِلعَيان إلّا بَعد حينٍ مِنَ الدهر .

وفي ذاتِ يومٍ إستيقَضت العجوزُ الملعونة، شَعَرت بِخَطَرٍ في الأَجواءِ عَلى صَوتٍ يَنقُرُ مَسمَعها باتَ يَدَوّي بِالأَرجاء، صاحَت وَبِفَزَعٍ المَجنونة خَلِصوني مِن هذا الداء، أَوقِفوا الضَرَبات الإِسلامِية قَد صُنِعت وَبِكُلِ دَهاء، أُقتلوهُم حَيثُ وَجدتموهُم زَلزِلوا الأَرض تَحت الأَقدام، صُدّوا الرياحَ الهَوجاء، حاصِروا  كُلَ مَن يدعمَهُم أَهدِموا عَقيدةَ السَماء، إِقطَعوا أيديَهُم مِنَ الكَفِ، أَرهِبوهُم بِطُرقِ الذَبح، إِنحَروا المُمَهِدون مِنَ الأعناق، فَوِجودَهمُ الأَكثَرُ خَطَراً لَيسَ كَمعامَلَة العُشاق، فَجرَت فَذلَكَةُ هذا الخِطاب واشترَكوا بِحِلفٍ وَوِفاق، معَ خوَنَة أَبناءِ جِلدَتَهُم خَليج (عربائيل ) الإِسلام .

أَما في أَرضِ السَواد وَمَعَ إِقترابِ الوحُوش الأَوغاد،وَالخطر المُحَدِقِ عَلى مَشارِفِ بَغداد! وَبَعدَ قِلَّةِ الأعوان وَجفاء الأَصحاب وكُثرة الفِتَن وَقَهر الأُخوان، إختَلَط الحَقُ مَعَ الباطِل وَإِشّْتَدَ الحابِلُ بالنابِل، فإذا الشَرَ بالشَرِ مُلحِقٌ والخيرِ بالشَرِ مُجبَرٌ، ساروا في مَسالِكِ الغَيِّ والكُفران، يَحمِلونَ فِكر الوَهابية يَخوطونَ بِوَحل الطائِفية، رِدائَهُم كسَرابيلِ القطران، صار بِيَدَهم العَطاءَ والحرمان والفَرَجَ وَالقصاص يَفتَقِرونَ لِلخَيرِ وَالإِحسان، مَسَكوا الأَرضَ مِن أطرافِها وقَلقَلوا الخارِطةَ غَرباً وَشِمالاً! ضَناً مِنهُم أَنَهُم سَيَنهونَ وِجودُ الرافِضة ويُثبِتونَ أقدامَهُم في الأَرضِ الطاهِرة، أَرضُ المُقَدساتِ العامِرة لِيُعيدوا حُكمَ الأَمَوية، ولكن قَبلَ تَحقيق الأُمنيات جاءَتهُمُ المنية .

جاءَ أَمرُ الله بِوَحيٍ طاهر لذلك الذي إجتَمَعَ العالَمينَ على كَلِمَتِهِ، الكَوكَب الذي تَمَركَزَ الحَقُ عَلَيه وَدارَت في مَسارَهُ الكَواكِبُ الدُرية، فَتَقَرَبَت بِهِ مِن الله زُلفى على أَثَرَ كَلِمَةٍ كانَت الفَصلُ  لِقَصمِ ضُهورِ الجَبابِرة، وَخَسارَتَهُم في هذهِ المُغامَرة، حَتى جَعَلَت الشيطان يَقَعُ نادِم لعَدَمِ السُجودِ لِآدَم، هذا عَليٌّ مِن نَسلِ عَليٍ بِفَتوآهُ إنتَصرَ الإِسلام وأَنقذَ الأَرواح الوَطَنية، كُلَ قضيَةٍ فيهِ بأَمرَ الله مَقضية .

هَبَّ جُنُدُ الله بِكُلِ حُبٍ يَنسِلون فَتَحوا الصُدورَ العارية أَمامَ الرَصاصاتِ الواهية، لا خوذةٍ ولا دُروعٍ يَرتَدون، حُماةِ الأَرضِ والعرضِ وَالعَقيدَةِ السماوية، زُبرَ الحديدِ قُلوبَهُم وَبِإِمامَهُم هُم يَقتَدون، حَشدُ الله بِأَمر الله تَكَوَّن لاغُبارَ عَلَيهِ وَلاهُم يَحزَنون، ثابِتونَ كَثَباتِ جَبَل الصَبرِ في مَجلِس إبنَ الطُلَقاء، مَن عِندَهم شَكٌ لايَلقونَ عَلَينا حِبالَهُم، فَوضُوح الصادِقون يُمَيز الإِنتِماء، جَليٌّ مَن يُريدُ الخَيرَ لِلوَطَنِ وَمَن يُريدُ الشَر لايُعلى لَهُ قَدَرٌ، يَبقى سَفيهٌ ولا شأنٌ لِيَعلوا بهِ  مهما تَقَدَمَ على القَطيعِ يبقى مِنهُم الصِنفِ، دِماءُ شُهَدائَنا أَزاحَت ظَلمة دُنيانا وَمَلَئت بالنُجومِ النَيِّرَةِ السَماء، شَخَصَت الثابِتون وَفَضَحَت المُرتابون، حَشدُ الله قَد وَضَعوا نُقاطاً على الحُروفِ الصَمّاء، ( ليمَيز الله الخَبيثَ مِنَ الطَيب )، فَعِندَ النَصرِ يَرقُص وَيُصَفق البَهلَوان ليُقنِعَ الجُمهور بأَن النَصرَ أَفرَحَهُ وَبَعدَ إِنتِهاءِ المَسرَحية يَنتَزِع القِناع لِيُضهِرها الكَراهية، إِلى شُهَداءَنا المُختارون .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو تراب الشمري
2022-06-06
احسنتي حشد الله باقي حتى ضهور القائم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك