للأخلاق أهمية بالغة وأثاراً بارزة في حياة الأفراد والجماعات والأمم لأنه ليس هناك شيء يزين الإنسان ويرفع درجته عند الله ويعلي مكانته بين الناس مثل حسن الخلق، فالأخلاق العالية هي روح الإسلام ولبه وأساسه وغايته، لأن الدين ليس في كثرة العبادات فقط بل إن الدين هو المعاملة، فالمعاملة الحسنة للناس قد يفوق ثوابها كثيرا من العبادات المعروفة، ويوضح نبي الإسلام حينما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: «تقوى الله وحسن لخلق» فالأخلاق في كل أمة عنوان مجدها ورمز سعادتها وتاج كرامتها وشعار عزتها وسيادتها وسر نصرتها وقوتها فصلاح الأفراد والأمم مردود إلى الإيمان والأخلاق وضعفها امارة على ضعف الإيمان فإن ضاعت الأمة في أخلاقها فقد آذنت بتصدع أركانها وزعزعة أمورها ومكانة الأخلاق في الإسلام عظيمة، فقد حصر نبي الإسلام مهمة بعثته وغاية دعوته بكلمة عظيمة جامعة قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». ومن مكارم الأخلاق التربية وهي علم سلوكي يرتكز إلى شتى صور وألوان السلوك الإنساني ويسعى إلى محاولة التعرف على العوامل والأسباب التي تؤثر فيه داخل بيئة الإنسان التي يعيش فيها، ومن مجالات تلك التربية والتي تستهدف في المقام الأول تربية النشأ على الخصال الحميدة والصفات الكريمة مثل: الجود والحلم والوقار والتواضع والصدق والأمانة والعفة وطلاقة الوجه والتنزه عن دنيء الأمور. فهذه الصفات وغيرها من شأنها أن تعلي من شأن الإنسان وصولا إلى مرتبة الإيمان فالنظرة الكلية لمجموع هذه الصفات أولى وأوجب من النظرة الجزئية فـالتربية الأخلاقية هي تنشئة الطفل وتكوينه إنسانا متكاملا من الناحية الأخلاقية، بحيث يصبح في حياته مفتاحا للخير ومغلاقا للشر في كل الظروف والأحوال ويسارع إلى الخيرات ويتسابق فيها كما يسارع إلى إزالة الشرور. فكما كانت سنة نبي الإسلام الفعلية نبراساً في الأخلاق كذلك زخرت سنته القولية بالثناء على مكارم الأخلاق ومكانة أهلها، وعظيم ثوابها فقد قال نبي الإسلام ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ويأتي التشديد على هذا الموضوع الحساس في وقت تغيرت فيه أخلاق كثير من شباب المسلمين وتبدلت وانتشر بينهم كثير من المساوئ من الكذب والظلم والجفاء والشح والكبر والحسد وسوء الظن وبذاءة اللسان وغيرها من الأمراض التي أثقلت كاهل الأمة المسلمة وشوهت صورتَها. ومما يؤسف له جداً أنْ أصبح كثيرٌ ممن ينتسب إلى الإسلام اليوم سبباً في إحجام بعض الكفار عن الدخول في الإسلام، لما يتصف به أولئك من أخلاق سافلة، وصفات خسيسة فإلى الله المشتكى وكما قال الشاعر: لكل شيء زينة في الورى * وزينة المرء تمام الأدب * قد يشرفُ المرء بآدابه * فينا وان كان وضيع النسب فهل من عودة يا أمة الأخلاق لأخلاق القرآن والسنة؟ هل من يقظة يا شباب الإسلام! تبعدنا عن رث الأخلاق ومساوئ الأعمال؟ هل من رجعة يا اخوات الإسلام! إلى التزام أخلاق الدين القويم، والمحافظة على الحجاب؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha