حازم أحمد فضالة ||
نحن في فوَّهة المعركة الإعلامية، والغزو الثقافي الليبرالي الغربي، والحرب الهادئة الموجهة على الإسلام والثقافة الإسلامية، ومن الأدوات الأساس لهذه الحرب هي (نشر السَّفاهة)، فما هي السَّفاهة؟
يقول ابن منظور في معجم لسان العرب: هي خِفَّةُ الحِلْم، والجهل…
ويقول الزجَّاج عن الآية الكريمة (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ… ): القول الجيد عندي هي في موضع (جَهِلَ).
تقول العرب: سفَّه الجهلُ حِلْمه أطاشه وأخفَّه.
ذُكِرَت الكلمة في القرآن الكريم في أحد عشَرَ موضعًا مباركًا مع اشتقاقاتها وتكرارها، وهي مذمومة كلها، ذُكِرَت في السور:
(البقرة، الآيات: 13-130-142-282؛ إذ ذُكِرَت خمس مرات، كُرِّرَت في الآية 13)، (النساء، الآية: 5)، (الأنعام، الآية: 140)، (الأعراف، الآيات: 66-67-155)، (الجن، الآية: 4).
إذن، نَشْر السَّفاهة، هو ذلك النشر الذي يساهم في تجهيل المجتمع، وتسخيف الأذواق، والسَّخْف هو (ضَعْفُ العقل)، والترويج لاعتماد السَّفاهة أسلوب حياة!
أمثلة مِن نشْر السَّفاهة:
1- ينشر أحد أتباع زعيم سياسي ما، كلامًا وصورةً يُظهِر به هذا الزعيم مثلًا يوازي مكانة إمامنا وسيدنا أبي الفضل العباس (عليه السلام)، أو أنَّ الزعيم هذا ربما هو الإمام المهدي المنتظر (عج)!
2- ينشر أحدهم، منشورًا لمراهقين اثنين في مقهًى عام، يظهران بمظهر مبتذل، خارج عن العرف الاجتماعي خروجًا صارخًا، مخالفًا للذوق العام، والآداب الأصيلة! وعشرات من من هذا النوع بمستويات مختلفة.
ما هي أسباب هذا النشر؟
1- قلنا هي معركة إعلامية، وغزو ثقافي، وحرب هادئة، وهذا النشر هو الواقع التطبيقي للبرامج التدميرية، وهو نشر ذكي ومدروس، ولا يتوقعنَّ أحد أنه (سفاهةٌ لا عن قصد)؛ بل هو سفاهة عن قصد.
2- صناعة الجرأة على كل ما هو مقدس وأصيل وكسره، وتصدير هذه الثقافة البديلة، وعرضها على أنها حداثة، ومبدأ قوة، وحرية مشروعة.
التعامل الخطأ مع نَشْر السَّفاهة:
1- الصدمة فالغضب! إنهم يستغلون نقطة ضعفك هذه؛ إذ يوجهون إليك صدمة بسبب لغة المنشور الكتابية والصورية، ليجتروا غضبك، ويتحكموا بسلوكك معه!
2- إعادة نشر هذه المواد! وتسمح لغضبك يدفعك لإعادة نشرها للنَّيل منها! ويمررون المواد لتنتشر؛ مستعينين بقنواتك وعلاقاتك، ويحولونك إلى منصة تدميرية لمجتمعك! ولا يهمهم لعنك إيّاهم؛ لأنَّ نجاحهم أنْ تنشر سفاهتهم!
التعامل الصواب مع نَشْر السَّفاهة:
1- خضِّعها للتحليل، لا تجعلها تبتزك بالصدمة والغضب، وافهم مقاصدها، فهي لم تأتِ من غباء، بل خرجت من المطابخ الليبرالية، واحتفظ بتحليلك في دائرة ضيقة من متابعيك وأصدقائك أُوْلي الشأن.
2- افضح هذه الأساليب فضحًا علميًا، بعيدًا عن لغة التعصب والغضب، لكن لا ننصح بتداول نشْر السَّفاهة نفسه؛ الأفضل إهماله.
3- ساهم في نشر الأخلاق الرفيعة، ونَشْر لغة العلم، واعلم أنك اليوم في المعسكر المنتصر، ولا يزعزع عقيدتك مهزوم ما، حافظ على أخلاق مجتمعك، وثقافته الأصيلة، وقيمه الصالحة العليا، وانشرها، فهي كفيلة بهزيمة برامج السَّفاهة؛ ما دامت حاضرة في الميادين.
الخاتمة:
﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا﴾
[الجن: 4]
والحمد لله ربِّ العالمين
https://telegram.me/buratha