حازم أحمد فضالة ||
كلما ارتكَسَ السياسي الفاسد؛ بحث عن مُنْجٍ من الارتكاس، الارتكاس هو: الارتداد، والرَّكْس هو: ردُّ الشيء مقلوبًا؛ فهذا السياسي يرتكس في بِرْكة فساده، ولا يجد وسيلة أفضل من الاحتكام إلى الشارع، وتغييب القضاء والقانون! فيتحرك بين مُستغلٍّ ومؤسس لحركة تظاهرات، على وفق الآتي:
مرحلة جمع المتظاهرين:
1- الطبقة (أ): تتكون من مسؤولي المحافظات، وهذه تحصل على فوائد شخصية، ونفوذ في الحكومة بمناصب خاصة، لكن أعدادهم ربما لا تتجاوز (10) أشخاص.
2- الطبقة (ب): تتكون من مسؤولي الروابط؛ إذ يقسَّم المتظاهرون إلى روابط، وكل رابطة عددها ربما أكثر من مئة متظاهر، ومسؤولو الروابط يرتبط عددهم بعدد الفئات والوزارات، ومسؤولو الروابط ربما يستفيدون من عنوان الطلب الذي أسسوا رابطتهم من أجله: تعيين، تثبيت، دراسات عليا، مشاريع زراعية، مخصصات مالية… إلخ.
3- الطبقة (ج): تتكون من الفئات: المحاضرين، الأجر اليومي، العقود، الدراسات العليا، الرعاية الاجتماعية، التعيين، المخصصات المالية… إلخ
وهؤلاء لا يحصلون حتى على نسبة (10%) من مطالبهم!
مرحلة إعداد برامج المتظاهرين:
1- إعداد الجيوش الإلكترونية.
2- إعداد اللافتات والشعارات، الخاصة بالإخفاق الحكومي.
3- تحديد العداوة والتسقيط للإطار التنسيقي، وملامة المرجعية الدينية، واتهام الحشد الشعبي والفصائل وإيران.
4- حرف البوصلة عن القواعد الإرهابية للجيش الأميركي، وعن تدخلات السفارات: الأميركية والبريطانية وغيرها في الشأن العراقي.
5- عدم توجيه الاتهام إلى: حزب بارزاني الناهب أكثر من (10) مليار دولار سنويًا من النفط والغاز في نينوى وكركوك، المطلوب للحكومة الاتحادية مبلغ (128) مليار دولار، وعدم اتهام الحلبوسي، وعدم اتهام الكتلة الصدرية، وفي هذه المرحلة سيتهمون رئيس الجمهورية، والسلطة الاتحادية القضائية.
مرحلة الاجتماعات والاستعراض:
1- يجتمع المستثمر السياسي الراكس، في مشروع التظاهرات بقادة التظاهرات الأساس الطبقة (أ)، مع السفيرين: الأميركي (ألينا رومانوسكي)، البريطاني (برايسون)، ومع بلاسخارت، لمناقشة المشروع وإظهار القوة الساندة له.
2- يجتمع المستثمر السياسي الفاسد مع الطبقة (ب)، في فنادق (خمس نجوم)، مع وجبات طعام دسمة، ومكافآت ثمينة، واستعراض بأرتال السيارات والحمايات والسلاح والسلطة، وأرقام الحوالات ومراكز استلامها، والحفلات، والوعود التي يسيل لها اللعاب… إلخ
3- الطبقة (ج) نصيبها استلام الرسائل، والتوجيهات، والوعود المستقبلية (الوهمية)! وعليها التنفيذ، لا أكثر.
مرحلة سحب الصاعق والتفجير
1- بَدْء موجة تذمر من الوضع بسبب الكهرباء، والخدمات، والأمن، والحرائق، والأوبئة (الفيروسات)، وغلاء الأسعار، وصعود الدولار… إلخ
2- يبدأ المتظاهرون بالخروج في ذي قار، يحرقون الإطارات في الشوارع، وتتبعهم محافظات الفرات الأوسط والجنوب؛ تمهيدًا لاقتحام شوارع بغداد وتقطيعها.
مرحلة دخول المستثمر السياسي لركوب الموجة:
1- يعلن المستثمر السياسي الفاسد، تضامنه مع حقوق المتظاهرين، ويصدر البيانات في ذلك.
2- يطلب من أنصاره مشاركتهم وحمايتهم، (فتُصنَع الحوادث فجأة، ويظهر المنقذ بينهم)!
3- يبدأ المستثمر السياسي الفاسد، صعوده من حفرة الفساد التي ركس فيها، ليرتفع على أكتاف المتظاهرين الطبقة (ج)؛ وهو كان السبب الأساس في صناعة مأساتهم وتغذية معاناتهم! وهم يمثلون سوق البورصة لهذا المستمر الفاسد، الذي خسر سمعته وقوته؛ فعاد ليدعم رصيده، مستنزفًا هؤلاء المساكين.
التوصية للمتظاهرين، الطبقة (ج):
1- أنتم أذكى من أن تسمحوا لهؤلاء الفاسدين أن يستغلوكم؛ ليصعدوا على أكتافكم.
2- أنتم بصيرون في القانون والدستور، وتعلمون أنَّ القانون المخالف للدستور يُولَدُ ميِّتًا؛ ومِن ثَمَّ لا ينفعكم، والحل الفعلي بالموازنة العامة الاتحادية؛ لضمان حقوقكم بالدستور والقانون.
3- أنتم أكرم من أن تكونوا أدواتٍ؛ لملء جيوب الفاسدين بالمال، وكروشهم بالعلف.
4- جربوا أن تتركوهم في حفرهم، ولا يضحكوا عليكم مثل تظاهرات 2019؛ إذ ابتلعوا الحكومة كلها؛ وبصقوا -وهم سكارى- على المتظاهرين!
الخاتمة:
﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾
[النساء: 88].
https://telegram.me/buratha