مازن الولائي ||
ليس عبثا ورود هذه الرواية في كتاب البحار وفي كتب أخرى، وهي تخبر عن مستقبل "العلم" وما سوف يؤول إليه في متأخر الأزمة، كناية عن تدهور الاوضاع عن قصد وعمد، كما هو الحاصل اليوم بعد استشراء الفساد وتحكم السياسة العميلة وخضوع الرؤساء والمسؤولين في أغلب البلدان العربية والإسلامية تحت تأثير المؤسسات الصهيونية المتحكمة في العالم.
لتأتي هذه الرواية تؤشر على حالة من جفاف العلم الحقيقي والنافع من مصادره التي هي بئر الماء الصالح للشرب، وذلك بسبب تطاول الواسطة والرشوة وعظم التجني على الحلال والشرع الذي كل وجوده والاعتماد عليه هو إدامة الحياة بشكل منظم وجميل لا ظلم فيه ولا تعدي!
ومن هنا كثرت الأسماء الرنانة العلمية والألقاب لكل من هب ودب وملك المال والمنصب دون تحصيل علمي أو جد واجتهاد في أي مستوى من العلوم، الأمر الذي دفع المؤسسات العلمية تتنازل عن صفتها ومهمتها العظيمة الخطيرة والتي قد تكون لها مساس بحياة البشر، كما مهنة الطبيب والصيدلي وغيره.. الأمر الذي دفع هبوط المستوى العلمي الكبير سابقا إلى مستوى مضحك واليك الخبر ( الجامعة التقنية الشمالية تناقش تحقيق تجريبي لأداء ماء زمزم على وحدة ملف المروحة ) وآخر ( ينال شهادة الدكتوراء بتأثير بول البعير على صحة الإنسان ) وغيرها من المهازل السخيفة التي حققها الفساد والمفسدين، فتأتي الرواية لتقول وتخبر عن دولة ومدينة لا ينالها ما نال بقية البلدان بل تكلم المعصوم عن رصانتها وقيمتها العلمية التي تبقى منارا يشع على بقية البقاع ومنها الكوفة التي باعتقادي اختيرت لأنها الأكثر علمية من بين كل تلك المناطق، فسيقت مثالا يقاس عليها بقية البلدان، لتبقى قم إشارة المعصوم تؤشر ثقلها العلمي وهي كذلك حسب التقارير الدولية الرصينة أن جامعاتها هي الأكثر إنتاج علمي حقق معاجز في مستويات خطيرة ومهمة..
روي عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«سَتَخْلُو كُوفَةُ (الكُوفَة) مِن المُؤْمِنينَ، وَيَأْرِزُ عَنْها العِلْمُ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا، ثُمَّ يَظْهَرُ العِلْمُ بِبَلْدَةٍ يُقَالُ لَها قُم، وَتَصِيرُ مَعْدِناً للعِلْمِ وَالفَضْلِ حَتَّى لا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مُسْتَضْعَفٌ فِي الدِّينِ حَتَّى المُخَدَّرَاتِ فِي الحِجَالِ، وَذَلِكَ عِنْدَ قُرْبِ ظُهُورِ قَائِمِنا، فَيَجْعَلُ اللهُ قُمَ وَأَهْلَهُ قَائِمينَ مَقامَ الحُجَّة، وَلَوْلا ذَلِكَ لَسَاخَتِ الأَرض بِأَهْلِها وَلَمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ حُجَّةٌ، فَيَفِيضُ العِلْمُ مِنْهُ إِلَى سَائِرِ البِلادِ فِي المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، فَتَتِمُّ حُجَّةُ اللهِ عَلَى الخَلْقِ حَتَّى لا يَبْقَى أَحَدٌ عَلَى الأَرْضِ لَمْ يَبْلُغْ إِلَيْهِ الدِّينُ وَالعِلْمُ، ثُمَّ يَظْهَرُ القَائِمُ (عليه السلام) وَيَسِيرُ (وَيَصيرُ) سَبَباً لِنقْمَةِ اللهِ وَسَخَطِهِ عَلَى العِبَادِ، لأَنَّ اللهَ لا يَنْتَقِمُ مِن العِبَادِ إِلّا بَعْدَ إِنْكَارِهِمْ حُجَّةً».
مصادر الحديث:
* تاريخ قم: على ما في البحار.
* البحار: ج٦٠ ص٢١٣ ب٣٦ ح٢٣ -
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..