حازم أحمد فضالة ||
يتداولون في العراق هذا المصطلح كثيرًا؛ إذ يقولون هذا صِمَام الأمان، وهي كلمة تُكتَب مُخَفَّفَةً لا مُشدَّدة، أي: لا تُكتَب بهذه الصورة: (صَمَّام) فهذا خطأ، لكنها تُكتَب بهذه الصورة: (صِمَام: بكسر الصاد وفتح الميم المُخَفَّفَة)
أما معناها: فيقول ابن منظور في معجم لسان العرب:
وصَمَّ رأسَ القارورة يصُمُّ صَمًّا، وأصَمَّهُ: سَدَّهُ وشَدَّهُ، وصِمَامُها: سِدادها. وينقل عن الجوهري قوله: صَمَمْتُ القارورة أي سَدَدْتها، وأصْمَمْتُ القارورة أي جعلتُ لها صِمامًا.
ذُكِرَ في قاموس اللغة العربية المعاصر:
صِمَام القلب: جهاز في القلب لتنظيم حركة الدم [الدِّماء].
صِمَام الأمان.
انتهى
نحن نتكلم هنا عن (صِمَام الأمان للعملية السياسية)، فمن هو صِمَام الأمان هذا؟ هل هو المرجعية الدينية، العشائر، الحشد الشعبي والفصائل… ؟ أم هل أنه عنوان غير عناصر القوة هذه؟
لمعرفة ذلك، نعود إلى انتخابات 2018، وماذا حدث؟
1- فازت قائمة الحشد الشعبي (تحالف الفتح)، فوزًا متقدمًا على القوائم المنافسة.
2- شكل الفتح مع دولة القانون، وبعض الحلفاء من الشيعة والسنة والكرد؛ (تحالف البناء).
3- شُكِّلَ في الجبهة المقابلة مع (سائرون) تحالف الإصلاح.
4- قرر تحالف الفتح صناعة تحالف مشترك مع (سائرون) منفردًا، وأضعف تحالف البناء!
5- اتفق الفتح مع سائرون، على ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي رئيسًا للوزراء؛ خلافًا للمادة (76-أولًا) من الدستور.
6- ضُرِب بذلك النص الدستوري للكتلة النيابية الأكثر عددًا (الشيعية).
7- جيء بالسيد عادل عبد المهدي، فماذا فعل؟
أولًا: أضعفَ قوة منصب رئيس الوزراء الشيعي، ووزع قوته ومركزيته على الحلبوسي ودكتور برهم صالح.
ثانيًا: توجه السيد عبد المهدي، إلى مضاعفة دعم بارزاني بالأموال والثروات والنفوذ.
ثالثًا: ضاعت هيبة منصب رئيس الوزراء، بين صيحات بضعة متظاهرين تابعين للسفارة الأميركية، يشتمون الشيعة والحشد الشعبي، ويحرقون مقرات الحشد والمقاومة!
رابعًا: إهانة القوات الأمنية بنزع سلاحها، وتركها يُعتدَى عليها بالحجارة والإهانة، وتُحاكَم إذا دافعت عن نفسها!
خامسًا: اغتالت أميركا قادةَ النصر ورفاقهم في ضربة جوية غادرة، قرب مطار بغداد سنة 2019.
سادسًا: إسقاط حكومته إسقاطًا تافهًا مخزيًا.
إنَّ صِمَام الأمان الأول هو: أنت: (السياسي، الحزب، الكتلة)؛ لأنك أنت من يخرق الدستور أو يلتزم به، أنت من يحافظ على الكتلة النيابية الأكثر عددًا أو يضيعها، أنت من يرشح رئيس وزراء شيعي قوي أو يرشحه ضعيفًا غير قادر على الدفاع فضلًا عن الهجوم! وأنت من يصوِّت على موازنة التجويع 2021، ومن تُغيَّر مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات، من تحت ظل أُذنه؛ إلى تغيير ضارٍّ مؤذٍ للشيعة ولا يفعل شيئًا! وأنت من يحاول اليوم التصويت على قانون نهب نفط البصرة وثروات الشيعة؛ مستعينًا بحجج تُضحِك الثكلى!
أما عناصر القوة التي ذكرناها آنفًا؛ فتلك صِمَام أمان يحفظ كيان الدولة، ولا يجلس مكانك في (مجلس النواب)؛ لاختيار الحكومة وتشريع القوانين الاتحادية، فانظر لنفسك ومدى التزامك بعوامل القوة تلك، وإهمالك لها، ومدى احترامك للجمهور، وإهمالك له؛ بسبب اهتمامك بتقاسم السلطة، من غير ضبط عوامل القوة والاستحقاقات الانتخابية، والحفاظ على مستقبل الأجيال
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha