عماد الاسدي ||
أن الحشد الشعبي أعلن في الثالث عشر من حزيران عام 2014 م من الصحن الحسيني الشريف من قبل المرجعية الدينية العليا في الدعوة إلى الجهاد الكفائي بعد سيطرة كيان (داعش) الإرهابي على أجزاء من محافظة الموصل فلبت النداء الحشود المؤمنة في الدفاع عن العراق والمقدسات.
إن كل ما حدث في كربلاء نعيشه اليوم ونحن في عزة وكرامة نرفع لواء الحرية ورؤوسنا بعزم وتضحيات رجالنا شامخة ابية عالية.. لقد تعلمنا من عاشوراء التضحية والفداء وتعلمنا من الحسين البذل والعطاء والحرية والإباء تعلمنا من زينب الإيمان وقوة الصبر عند البلاء؛ تعلمنا من كربلاء كيف تنتصر الدماء ومن مدرسة هيهات منا الذلة تخرج هؤلاء الحسينيون الأباة حماة الكرامة وحماة الديار من صنعوا من الدماء سيوفاً تقطع رؤوس الإرهاب وتذبح رقاب المستكبرين الطغاة.
وشعار الحشد الشعبي مرفوع وصرخة الحق يتردد صداها في كل أرجاء الكون وصوت الحرية الذي تخلد في الوجدان سيبقى عالياً يتردد في كل مكان وزمان.. بهيهات منا الذلة.
كما ان المواقف البطولية لأنصار الامام الحسين عليه السلام لم تتوقف عند واقعة الطف وكربلاء بل ان التاريخ حافل بمواقف وبطولات الأنصار من عشاق الامام الحسين عليه السلام على مر الدهور، فلو استوقفنا عند حديث الرسول الاعظم مع ابنته الزهراء عليهما السلام حينما اخبرها بان لولدها الحسين شيعة يبكون عليه ويقيمون له العزاء بل بالأحرى انهم سيسيرون على نهجه ويلتزمون بمبادئه السامية حتى قيام الساعة.
ولعلنا لو سلطنا الضوء على ابطال الحشد الشعبي الذي لبوا نداء المرجعية العليا الذي انطلق من مرقده المبارك نجدهم اناس اتصفوا بصفات تذكرنا بأنصاره في واقعة الطف اذ نراهم يتسابقون لنيل الشهادة ولم تفارق السنتهم عبارة (لبيك ياحسين) ولم تزل عن سواعدهم رايته المباركة حتى أصبحت جل امانيهم بعد الاستشهاد ان يطاف بهم حول قبره الشريف لتعلن ارواحهم عند مرقده المبارك بانها زهقت من اجل ان تبقى راية الحسين تناطح سحاب السماء.
ونقولها بصراحة هناك تأريخ قادم يلوح في الأفق لايمكن منع حدوثه.. ألا وهو زعامة الحشد الشعبي للمشهد السياسي، ففي ظل ميوعة الوضع القائم بات الحشد الشعبي معقد الآمال، فهو يمثل رأس قاطرة التغيير نحو الحرية ، هو من سيصفي الأجواء الغائمة وبه ستنتشل السفينة غير العائمة، وبما ران على بنيان الوطن لعقد من السنين من قذارات للمفسدين ، هو من سيفرك الصدأ ويزيل الدرن.
فإلى الذين يبحثون عن الأجوبة ، نقول لهم تلك هي الحقيقة الناصعة التي لايحجبها غربال، ومن لم يرَها بأمّ عينيه فعليه تغيير بؤبؤهما، فلم يكن ظهور الحشد الشعبي مصادفة عمياء.. بل كان هزّة ارتدادية للوضع الفاسد، في زمن استشراء الشر ، وحينما احتاج البلد الى الفرسان وليس المهرجين.
وأمّا الذين سُرِقَت عقولُهم فراحوا يطعنون الحشد بكلّ كلمة مُدبَّبة:
, فأولئك يبحثون عن عزاء، كلابٌ تنبح في وجه السماء، وما عسانا نفعل لهم إذا كان ثمة خللٌ كبيرٌ في ميزان إحساسهم الداخلي، وإلى أن يستقيمَ ميزانُهم يبقى الحشد الشعبي كابوساً يؤرّق مناماتهم.
لذلك نقولها ونبقى نقولها دوما ونرددها على السنتنا ويبقى الحشد في قلوبنا لانه عزنا وفخرنا.