نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الميليشيات التي صدع رؤسنا بها أعلام الانبطاح ليست كلها مضرة وإنما الكثير منها مفيد عمل على تحرير بلدان من احتلال دول استعمارية طامعة لاتعرف سوى لغة القوة، العصابات المسلحة بغالبية دول العالم مرتبطة بعصابات مسلحة مرتبطة بمجاميع تهريب المخدرات والبشر في الهجرة الغير شرعية، بعد انهيار المعسكر الشرقي كانت المافيات تعمل على تهريب الأشخاص في الهجرة الغير شرعية وبالعلن، عصابات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية وأفريقيا يعملون بشكل لديهم أسلحة والكثير من أجهزة أمنية بتلك الدول المضطربة تخشاهم، في العالم العربي معظم الأنظمة العربية لديهم ميليشيات مسلحة مرتبطة بالنظام، بالعراق سابقا كانت مقرات الجيش الشعبي وفدائيوا صدام الجرذ يعيثون بالعراق قتلا وذبحا وتدميرا وبالعلن، بالسعودية الشرطة الدينية ميليشيا ترهب المواطنين خدمة للنظام السعودي، اللجان الجماهيرية في ليبيا تملك دبابات وطائرات تقمع الشعب الليبي بالعلن خدمة للقذافي.
في منطقتنا وبالذات الدول العربية التي كانت ضمن النفوذ السوفياتي تدور بساحتها صراعات مابين كل مخابرات وعملاء وادوات القوى العظمى والدول الإقليمية البدوية الوهابية وبحضور إلى بني صهيون، تم استهداف العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا بشكل شديد، حيث تم دعم مئات العصابات الوهابية التكفيرية في اسم معارضات معتدلة…الخ.
أهم الأنظمة التي مولت وأسست تنظيمات إرهابية هي دول البداوة الوهابية وبشهادة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة الميسيز هيلاري كلينتون حيث اعترفت أن دول الخليج الوهابية هي من مولت وسلحت تنظيم داعش لتحقيق أهداف معينة في سوريا والعراق، عصابات التنظيمات التكفيرية النصرة والقاعدة وداعش وبكو حرام وطالبان ….الخ منظمات اجرامية متعطشة لسفك الدم البشري، في يوم الاحد الماضي تم مهاجمة كنيسة مسيحية في شمال نيجيريا وتم قتل أكثر من خمسين مصلي مسيحي ومن ضمن الضحايا اطفال ونساء، إجرام ميليشيات الفصائل التكفيرية الوهابية فاق ما كنا نسمع ان في الولايات المتحدة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، هناك عصابات تسمى في «المافيا» و«الكاوبوي»، لو امعنا النظر في كل هذه العصابات الاجرامية الوهابية الميليشياوية التكفيرية المنفلتة نجدها نابعة من المدرسة السعودية الدينية الوهابية، بحيث قوة داعش الوهابية التكفيرية وبوكو حرام وطالبان يمتلكون تنظيم هيكلي لدولة اجرامية وركائز جيش نظامي مدرب لديهم كب أصناف القتال والادارة والتمويل، من معسكرات منتشرة في الكثير من المواقع بالدول وأسلحة حديثة وسيارات دفع رباعي اشترتها دول خليجية من اليابان، لدى القوى الارهابية سلاح مدفعية بكل اصنافها وصواريخ واسلحة قناصة متطورة تقنص الضحية على بعد عشرة كيلومتر ولديهم انواع متعددة من الطائرات المُسيَّرة، وبعد تسليم طالبان الحكم في أفغانستان باتو يمتلكون قاذفات جوية من طيران حربي حديث وطائرات الهليكوبتر، عصابات داعش والقاعدة لديهم سجون ومعتقلات في مناطق دولة خلافتهم، ويتم عرض فيديوهات في تنظم استعراضات لعصاباتهم الإرهابية في الشوارع والاحياء ضمن مناطق نفوذهم، بل لدينا بالعراق لدى العصابات الإرهابية ممثلون في مجالس النواب، ووزراء في الحكومات، يذهبون بزياراتهم للدول العربية للدفاع عن العصابات الارهابية، بل سليم الجبوري رئيس مجلس النواب السابق كان متهم في قضايا إرهابية وذهب في اجتماع للاتحاد الأوروبي واخذ معه نائب ليلقي كلمة يحرض ضد القوات الأمنية والحشد في وقت داعش كانت تحتل مدينة الموصل، بل باليمن أيضا يوجد نواب من عدن يمثلون تنظيمات إرهابية قاعدية، الكثير من ابناء سنة العراق وتقارير الاستخبارات العراقية يقولون ان التنظيمات البعثية الوهابية تفرض على المستوردين أو المصدرين نسبة من الأرباح والعمولات لقاء السماح بدخول أو خروج البضائع التجارية، مثل السيارات والمواد الغذائية، بل حتى الشخص الذي يتم توظيفه عليه دفع من راتبه للتنظيمات الارهابية.
يحاول كتبة الفلول المنهزمة للبعث وهابي ومحيطهم البدوي أتباع أساليب التدليس والتضليل بالقول أن عدم تشكيل الحكومة العراقية بسبب الميليشيات …الخ من الهراء، نعم مضى على إعلان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة أكثر من 7 أشهر، وما زالت المفاوضات تروح في مكانها بسبب التدخلات الدولية والاقليمية، حكومة تصريف الأعمال شبه مشلولة، وبما لايوجد توافق مابين الكتل والمكونات لايستطيع مجلس النواب من انتخاب رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، التدخلات الدولية بدعم إقليمي وتمويل ملياري يستهدف المكون الشيعي ونقاط القوة مثل الحشد والفصائل المقاومة، على سبيل المثال منصب رئيس الجمهورية لا يخضع لكتلة اكبر بل كوردي حصرا، الأطراف الكوردية ترشح كوردي وينتهي الامر، منصب رئيس البرلمان ايضا لا يخضع لكتلة أكبر فهو سني حصريا، اتفاق الكتل السنية ينهي الموضوع، أما منصب رئيس الوزراء يكون بوضع مغاير، شركاء الوطن
وبتخطيط مخابراتي بأدوات عراقية وضعوا طريقة في انتخاب رئيس الوزراء الذي شكله شيعي يحتاج كتلة كبيرة تجمع الشيعه والكرد والسنة بدعوى لنعبر الطائفية، لماذا لا تطبق هذه المعايير على كل الرئاسات، محافظات الوسط والجنوب اصبحوا بقرة حلوب لشركائنا بالوطن، أموال بترول وخيرات وكمارك المنافذ بمحافظات الوسط والجنوب ذات الغالبية الشيعية تذهب لشركاء الوطن، بينما اموال نفط كردستان وموارد الجمارك والمنافع حق للاقليم فقط، بينما أموال نفط محافظات
البصرة وميسان والكوت وذي قار وغرامات سيارات الجنوب ورسوم بيوتهم فيها حصة إلى الاقليم ولا حصة للمحافظات المنتجة، للأسف وضع مزري ومقرف.
الاستهداف موجه للمكون الشيعي وللأسف لايمكن للقوى الدولية الاستعمارية تحقيق مخططاتهم لولا الخلافات الشخصية والحقد الدفين مابين عدة أشخاص باتوا يتزعمون شيعة العراق، التاريخ لم ولن يرحم،العملية السياسية الفاشلة منذ 2003 إلى 2022 كانت نتيجة طبيعية لأشراك فلول البعث بالعملية السياسية لشلها ومسخها مستغلين حالة الانبطاح الشديد لدى من اوصلتهم الصدفة ليكونوا قادة المكون الشيعي العراقي بهذه الفترة الزمنية العصيبة.
العراق ساحة للصراعات الدولية ورغم ذلك الاستهدتف لايستهدف التنظيمات البعثية الوهابية الداعشية التكفيرية وإنما يستهدف القوى التي قاتلت وقدمت آلاف الشهداء لتطهير العراق من العصابات الوهابية التكفيرية، هناك تضخيم وتدليس للحقائق حول وجود فصائل شيعية للتغطية على عصابات فلول البعث المسلحة بشكل منفلت، وجود جرائم جنائية تحدث في البصرة والناصرية اقل بكثير من جريمة مسلح أميركي في تكساس الأسبوع الماضي، وقُتل فيها 21 طفلاً، ماحدث في تكساس نوع من الجرائم التي تكررت كثيراً في المدارس الامريكية، بل حتى المجتمع هناك بين معارض ومؤيد لانتشار الأسلحة في البلاد، اقتناء الأسلحة في أمريكا جدا طبيعي وعادي حتى قيل أن هناك جمعيات لمالكي البنادق وحلاب ابقار الخليج المستر ترامب لديه علاقات جيدة مع هذا الصنف من الشقاوات، بينما نحن بالعراق نسمع صراخ أعداء الشعب العراقي من ضباع فلول البعث وقردة بدو الخليج يملئون الإعلام ضجيج وصراخ حول أسلحة فصائل عراقية قاتلت المجاميع التكفيرية البعثية الوهابية وهزمتهم شر هزيمة، توجد تجمعات يمينية قومية مسلحة في أمريكا مستعدة لحماية الدولة والدستور وكذلك الحال في الكثير من الدول الغربية، فليس كل ميليشيا مسلحة مضرة ولا مجرمين قتلة كما يحاول اراذل فلول البعث بمحاولاتهم البائسة استهداف من حمل السلاح وقاتل نيابة عن البشرية في هزيمة داعش التكفيري، العراق يعاني من صراعات قومية مذهبية، لولا هذه الصراعات لما قتل ملايين البشر وهجر وهاجر الملايين ولما وصل صدام الجرذ لحكم شعب العراق، ولما تعرض العراق لاحتلال دولة كبرى لكي تسقط نظام مستبد بظل بيئة ومجتمع يعاني صراع قومي ومذهبي ولايحكمه دستور وساحة لصراع الدول العظمى بأدوات عراقية وبدوية وهابية طائفية تكفيرية خليجية، وأينما توجد بلدان لاتسير في ركب الغرب يتم إذكاء الصراعات بتلك البلدان التي اصلا يوجد بها صراعات قومية ومذهبية، شيء طبيعي عندما تندلع الأحداث تزدهرالميليشيات وتندلع الحروب الأهلية ويعم الفساد والعنف والتدمير والاغتيالات والظلم، ولا فرق في هذا إذا كانت الدولة عربية او جنوب شرق اسيا او في جمهوريات اسيا الوسطى أو سوفياتية سابقة.
لولا الصراعات والاحقاد الدفينة مابين عدة أشخاص يمثلون المكون الشيعي العراقي لما سالت هذه الدماء الكثيرة ولما سرقت وبددت الأموال ولما تجرأ مخانيث فلول البعث وهابي علينا، بكل الأحوال مانراه صراع معتم وشديد بظل انبطاح وتطبيع وتصهين واضح، ورغم كثرة اتباع التطبيع والتصهين لكن بالتأكيد هناك من يرفض الذل والخنوع والانبطاح ولا يخشى ذلك، وهؤلاء هم بالعراق واليمن وسوريا ولبنان بشكل خاص وسيكتب الله النصر بأيديهم إن طال الزمن أم قصر.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
8/6/2022
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha