نور الجبوري ||
في الرابع عشر من شعبان المصادف 13/6/2014 بعد صلاة الظهر, كان هنالك خطبة الجمعة وانا في هذا الوقت كنت داخل ضريح الامام الحسين (عليه السلام ) , أقوم بأداء الزيارة ,وبتلك الاثناء سمعت الأصوات تتعالى من داخل الصحن الحسيني لبيك ياحسين ... لبيك ياعراق فخرجت حتى أعرف ماذا يحصل , واذا بي اتفاجأ بالاعداد الهائلة التي تتسابق فيما بينها للتسجيل في المراكز المخصصة للالتحاق بساحات المعارك , والانضمام للقوة العقائدية (الحشد العشبي ) , فقد رأيت العجوز والشاب والمراهق يهرولون للالتحاق بصفوف المجاهدين .
بعد ذلك صادفت فتى لم يكمل الخامس عشر من عمره يسال احدهم ( تقبلون تسجلوني وياكم ؟) , منظر تقشعر له الابدان ولايمكنني وصف مشاعري بذلك الوقت ... مشاعر مختلطة بين الفخر والحزن والفرح , كل تلك المشاعر تشكلت لدي في لحظة واحدة .
اما الى الشمال والغرب من العراق , فقد كان هنالك عدد من اقذر الوحوش , جائت من كافة دول العالم , وكان للدول العربية الحصة الأكبر من هؤلاء المقاتلين . ومن جهة أخرى فقد عمت الفوضى بالبلد , وكان العراق ذاهب الى نفق مظلم والدولة لاتملك ادنى حل لما حصل في اغلب المناطق .
فجاء الحشد الشعبي المقدس بمثابة المنقذ والضوء الموجود في نهاية ذلك النفق , وحسب مدونون فأن عدة أسباب ساعدت على تحقيق النصر في كل المعارك التي خاضها الحشد الشعبي منها :استجابة الأغلبية الشيعية للفتوى المباركة , وكذلك الدعم اللامحدود الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية سواءً دعم معنوي ومادي واستشاري, وكذلك توفير الأسلحة والتجهيزات , بالإضافة الى دور أبناء المقاومة الإسلامية ودور الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد الجنرال قاسم سليماني الذين نظموا الحشد .
وبعد مرور حوالي 550 يوما من بداية تأسيس الحشد فقد حرر 19 مدينة عراقية , وامن 52 طريقا يربط بين المدن ,وكانت هذه المدن والطرقات تشكل هلالا يطوق بغداد .
كل ذلك أُنجز بدماء طاهرة كان لها الدور الاكبر في معارك التحرير , وعلى الرغم من كل ذلك الانجاز وبعد مرور ثمان سنوات على التأسيس ,الا انه هنالك عدد من الاصوات النشاز التي لازالت تحاول ان تشوه صورة هذه القوة العقائدية ,التي حققت النصر للعراق وحررت الارض وصانت العرض .
كيف لاينتصرون ؟ وهم مؤمنون بالله ,, متعلقون بماضي اسمه الحسين ( ع) , وحاضر اسمه المهدي (عج) .