لمى يعرب محمد ||
اجتمع مسؤولو الدولة لمناقشة أزمة المياه والكهرباء في البلد، وحضر الكثير من الخبراء والمختصين لأجل بذل الجهود بالخروج من هذه الأزمات، وبعد وضع الخطط الإستراتيجية تم ترشيح المناضلة "حسنه ملص" لتسنمها الأمور المالية، ومن ثم تم الاستماع لجميع الخبراء ومن ضمنهم "حسنة ملص"، حيث طرحت اقتراحات واليات عمل أذهلت جميع الأعضاء، وأصبح يشار إليها بالبنان وتلقى لها التحية والثناء، فرحت "حسنه ملص" بهذا الانجاز العظيم، وأقامت مأدبة كبيرة جدا تتكون من قسمين، القسم الأول مأدبة موز للأعضاء النباتيين، والمأدبة الثانية مأدبة لحم طازج فقط لمن يأكل اللحم، ودعت الجميع لهذه المأدبة.
بعد هذا الحفل الكبير التي أقامته المناضلة العظيمة، والذي كان هدفه زيادة أواصر المحبة والمودة بين الأعضاء، مما ينسجم والمصالح الخاصة بالعمل باتت حسنه ملص "ماركة مسجلة" لكل المدعوين، وعندها باشرت بتمويل المشاريع من قسم المالية الذي هو بمسؤوليتها، بأقل التكاليف وكلما يحصل زيادة في الأموال المرصودة تقول للأعضاء هذا مال عام وهو من حصتكم، وهنا غيرت حسنه ملص عملية التفكير والطريقة التقليدية لمفهوم المال العام، وبدأت بتوزيع المكاسب حسب ما عرفت عنهم مسبقا إن كانوا من أصحاب الموز أم اللحم، وعندما سمع احد أعضاء المشاريع وهو ذات شهادة أكاديمية عليا اقترح قائلا:-
علينا أن نحصي الأموال التي كسبناها لعمل تقارير وبيانات مدروسة نستفيد منها في المستقبل، ولكن حسنه ملص اعتبرت هذا التصرف غبي ولا يدل على وعي العضو، قائلة له:- لا يستوجب علينا إحصاء أي مبلغ من المال فالأموال العامة كثيرة ولا نريد أن نضيع وقتنا، وهنا كسبت "حسنه ملص" الآراء لصالحها مرشدة الجميع المهم أن تكونوا أصحاب خبرة متراكمة، وليس من المهم أن تكونوا من أصحاب الشهادات الأكاديمية، فالخبرة واقتناص الفرص والذكاء أساس العمل هنا، رحب الجميع بهذا الكلام وقالوا سيكون من الرائع الكسب في هكذا وظيفة، سنغطي جميع احتياجاتنا الخاصة من الموز واللحم، وعندما وصلت أخبار نجاح السياسية القديرة والخبيرة الإستراتيجية "حسنه ملص" إلى رئيس الدولة، أعجب بها جدا وطلب يدها للزواج، وكان مهرها الرئيس والدولة برمتها، لكن "حسنه ملص" اشترطت على الرئيس قبولها للزواج منه، شرط أن يكتب عند بوابة القصر الرئاسي بالخط الكبير عبارة" السياسي الذكي هو الذي يقوم بتغير المفاهيم بصورة ناجحة مثل حسنه ملص"!!.