مازن الولائي ||
منذ أول سماعي لهذه الأنشودة، وكواليس ابتكارها حيث كان لقاء للسيد الولي الخامنائي المفدى مع الشعراء والمنشدين وطلب منهم بشخصه الإبداعي والذوقي لما يتمتع شخصه بروح مرهفة الإحساس وشاعريته التي تحفظ أمهات القصائد والمعلقات من الشعر والأدب لكبار الشعراء والأدباء من كل العالم العربي، والإسلامي، والغربي. حيث طلب انشودة للأطفال ينشدونها حتى عند ذهابهم من المدرسة للبيت، أي تحمل - الأنشودة - عناصر من الذوق، والتشويق، واللحن يتعلق بها الطفل أو أكبر منه بشكل تلقائي، وتحمل ذات الوقت مضامين عالية، وهي العلاقة الروحية، والعاطفية، والقلبية، مع صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه تعالى فرجه، وعن مثل علي بن مهزيار ومثل الحاج قا.سم سلي|ماني.. الشخصين البارزين ونقطة وعي في مسالة الإنتظار الإيجابي.
ولم تطول الفترة حتى تحقق حلم السيد الولي الخامنائي المفدى وطلبه "الشخصي" ذا التأثير العظيم على روح الشاعر والمنشد ومن وقف ينفذ العمل، لأن هذه المسائل - مثل طلب الولي - تؤثر يقينا بكل شكل ومضمون العمل، بل حتى في الأوتار الصوتية للمنشد، وعمق خيال الكاتب لها ومستوى اقتناصه الفكرة، وحتى قال البعض سرّها يكمن أنها كتبت بلطف من صاحب الزمان أو رضاه كما عبروا.
لكن ما حدث من محاولة الاستنساخ المتسرع! نعم المتسرع والذي اتى بعد شيوع الأنشودة وهي تجتاح المدن الإيرانية وتتلقفها الجماهير بكل الأعمار، لأن الشعب الإيراني لم يتعامل معها على أنها انشودة عابرة ككل القصائد التي بلغت الآلاف بالإمام المهدي وبقية المعصومين عليهم السلام على الإطلاق، بل تعامل معها بظروفها التي انشأتها والأهداف مع أمر الولي أطال الله عمره الشريف كل ذلك كان مؤثرا، أضف إلى ذلك "ثورية اللغة الفارسية" التي يؤكد عليها كل من السيد الخُميني العظيم والخامنائي المفدى وكذلك الحاج قا.سم سلي|ماني وأنا سمعتها منه شفاها، فالمسارعة إلى استنساخها عربيا مع تغير جوهر كلماتها ووضع بدل إسم الولي أسماء أخرى افقد الاخوة عميق فهم الأنشودة التي كانت صفعة تكلمت بها دوائر الأعداء وكيف أنها كانت موجعة ومؤلمة لأنها افشلت المخططات التي دفعت خزائن أمريكا الشيطان الأكبر وإسرائيل والعرب والعملاء من كل اصنافهم، وكان الأجدر والأكثر فهما لأمر الولي هو بقائها بذات نسختها ولغتها الفارسية وتعميم كلماتها التي نصفها مفهومة للعربي والنصف الاخر يترجم بسهولة رغم أنها كلها لو سمعها من لا يعرف ولا مفردة إيرانية سيعرف أنها توسل بالمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
مع "ملاحظة" مهمة وضربة إعلامية مبصرة ستكلف الأعداء وخندق المستكبرين كثيرا، وهي أننا لو انشدنا ذات الأنشودة التي انتجها أمر ولي أمر المسلمين الخامنائي بذات لغتها الفارسية، سوف يفهم العدو عمق رسالة مفادها نحن أمة المقاومة ومحورها واحد ولغة أي منا هي لغتنا جميعا، وأوامر الولي هي أوامر واجبة الطاعة والتنفيذ بذات لغتها والقها الأصلي الذي سبب انتشارها بالشكل المذهل والعجيب! وبخلافه هو عبارة عن فتح ثغرة في جدار وأحلام العدو من وجود مسلمين وشيعة لازالت اللغة، والقومية، والوطنية، والجغرافيا تمثل لهم تعلق وعائق من الذوبان الكلي في أمر "الولاية" على المستوى النفسي والروحي وهذا إستطلاع مؤسف وفهم متعثر غير ملتفت إلى الضربة النوعية التي تحقق ما ذكرته من إنشادها بلغتها الأم من قبل العربي الكاسر للحواجز المصطنعة ولكن!!!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha