زينب ال جياد ||
كنت قد فرغت للتو من صلاتي، وأحسست بأقتراب أخي مني، رفعت رأسي اليه..قال لي تقبل الله..
كان ذاهبا لاداء مراسيم عاشوراء، وكنت اصغر منه وطلبت منه اني يتحدث لي عن رحلته… كان يتحدث لي كأنما يتحدث عن قصة من الخيال ، وانني كنت صاغية له واشعر بمعاني الكلمات، بدء الحديث وقال لي :
كنت اسير طول ايام السنة وانا في الصحراء ابحث عن بر الامان كنت شديد العطش وأبحث على شجرة اقف تحت ضلها لتحميني من المؤثرات الخارجية التي الحقت التعب والهلاك في جسدي.
وبعد مسافة طويلة وجدت محطة اقف فيها لكنها كانت محطة تختلف عن كل المحطات التي اقف بها كنت اشعر بالامان والراحة وكنت ارى في الطريق مئات الزائرين يتوافدون على هذا الطريق عندما سئلت احدالمُشاة عنها قال: الا تعرف هذه المحطة؟
قلت له لا اعلم فأنني غريب اسير طول ايأم السنة لابحث عن الطمئنينة
قال لي مبتسما: مابالك انها محطة تسمى محرم
قلت له وانا مندهشا : مابال هذا الزائرين وماهذا السواد والحزن في عيونهم؟!
قال : هؤلاء يسيرون طول ايام السنة للوصول الى الشجرة، الشجرة التي يبحث عنه الجميع للوقوف تحت ظلها
قلت له انا ايضا ابحث عن تلك الشجرة اين أجدها ?!
قال : سير مع الناس الى ان تصل الى كربلاء
وأنني قد سرت مع الناس وانا شديد الرهبة، وفي الطريق ارى الصغير والكبير، الشاب والمسن، النساء والرجال، تسير وارى الشوق في عينهم!!
وأنني بعد مسافة من الطريق كأنني نسيت التعب ونسيت كل الهموم التى لحقت بي وانا في الصحراء،گأنما خرجت من الظلمات الى النور …
رائيت كل الشوارع تهدف بأسم"الحسين" . وكل الطريق وانا اسمع القصائد التي تطيب الخاطر كأن الحان القصيدة تدخل الى قلبي وتجعل الدموع تسقط من عيني…
بعد ذلك وقعت عيني على قبة طلائها من الذهب ورائحتها كالمسك وأنني ارى مشهد قشعر بدني
كأنني كنت غارقا في مياه المعاصي، وجاء شخص سحبني الى سفينة النجاة، السفينة التى ارى في شراعها الامن والامان …
احببت ذلك المكان كأن من هناك يسمع حديث قلبي ويجبر خاطري.
كان ذلك المكان اشبه بالخيال كأنها جنة !!!
كأنها بقعة من جنة الفردوس لكن على الارض…
ــــــــ
https://telegram.me/buratha