مازن الولائي ||
لعل العقل يذهب طواعية إلى هذا النوع من التفكير، بعد أن عرفنا أن مثل هذه الوجودات المقدسة للمعصومين "عليهم السلام" هي ليست من باب الصدفة، وكل شيء اتصل بهم "سلام الله تعالى عليهم" هو نوع تخطط متقن وذكي اراه الخالق العظيم ومن يعلم مصالح هذه الأمة من البشر، سواء على مستوى نوع المعصومين وعددهم، وأعمارهم، وادوارهم، وازمنتهم التي ظهروا بها كل على حده او في وقت أدى فيه دوره وتكليفه، والسؤال؛ هل قبورهم الشريفة وتوزيع جغرافية تواجدها ضمن مخطط التخطيط؟! الجواب نعم وهذا ما يستأنس به العقل ويصدقه ببداهة، لأن ما سبق كله خاضع للتخطيط، وتأثر الظروف به، لماذا الإمام الحسن "عليه السلام"، مسالم ومهادن لحكمة كبيرة تولت كشف معاوية بعد اشتباه الناس به وتأثير الإعلام المنحرف وغيره من الأمور!؟
لماذا الحسين "عليه السلام" ثائر حتى شهادته بالشكل الذي خالف النظم العسكرية في جلب العيال والأطفال لنحرهم في معركة عرفت سلفا نتائجها والغايات؟! وهكذا تأتي التساؤلات، ومن هنا نجد التوزيع الجغرافي لضمّ الاجساد الطاهرة لا يخلو من حكمة وهدف عظيم، ومن فقد نرى مثلا أمامنا الحسين والكاظمين والعسكريين "عليهم السلام" في العراق، وقسم منهم في المدينة وآخر في خراسان، بل أبعد من ذلك حتى خارطة توزيع أولادهم "سلام الله عليهم" والاحفاد كانت على هذا القدر من التخطيط الحاذق لتكون تلك المحطات والمنارات الجاذبة ذات الدلالة على نهج السماء ونهج العترة المطهرة سيما وهي المقامات ومثوى الأجساد الطاهرة الموزعة على مساحات كبيرة ونقاط مهمة في اقاصي الأرض وطولها والعرض.
ليس من فراغ ولا عبثية في تلك الخرائط التي تقف خلفها يد مدركة وواعية ومبصرة تحمل في عمق ذا التوزيع جميل الأهداف وعميق أثرها على النفوس، كما هو حاصل من مراقدهم والقباب التي تحكي قصة الإخلاص والإيمان والانتماء لله سبحانه وتعالى، وشاهد مرقد الحسين "عليه السلام" ومدى سحره وكيف الوصول إليه يعد من النعم الجسيمة ومثله السلطان علي بن موسى الرضا الذي تشد إليه الرحال طائعة يحدوها العشق والشوق، وكم أثرت وأعادت تلك النقاط الإلهية ضائعين في فلوات الجهل والتخبط والتهيه؟!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha