حسن الربيعي ||
مساكم الله بالخير..
تنفذ الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفارتها، وقنصلياتها العاملة في العراق، العديد من الفعاليات والبرامج مبررة ذلك بالتبادل (العلمي، والثقافي)، وتبذل جهوداً كبيرة لتغيير المنظومة القيمية، والثقافية للمجتمع العراقي، ورُصدت العديد من الفعاليات في سياق الحرب الناعمة التي عاودت نشاطها بعد عام ٢٠١٧م، ومن أبرزها برنامج (فولبرايت، Fulbright)، وهو برنامج للتبادل الثقافي بين الولايات المتحدة الأمريكية، والعراق، بوساطة الدبلوماسية الرسمية، والشعبية، وبرنامج (آيلب، IYLEP)، للأعمار (١٥- ١٧) سنة، وهو على عدة مراحل بعضها داخل العراق، ومن ثم يتم استقبال المشاركين من قبل عائلات مضيفة في مناطق مختلفة داخل الولايات الأمريكية، يعمل هذا البرنامج على تكييف المشاركين مع القيم والعادات الأمريكية، والتركيز على زرع ثقافة الحرية (الانفلاتية)، والانحلال الأخلاقي، وبرنامج (آيفلب، IVLP)، الذي يعمل على احضار قادة الدول الواعدين، او الحاليين، إلى الولايات المتحدة لإقامة علاقات مباشرة مع نظرائهم الأمريكيين، وبرنامج (الارتقاء بالمستوى، level- up)، الذي يختص بالمرأة العراقية للأعمار (٢٠- ٢٥) سنة، وبرنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الذي يستهدف رواد الأعمال، وبرنامج (زمالة هوبير همفري، Hubert H. Humphrey Fellowship)، الذي يستهدف الكوادر المهنية، ويقوم بإحضارهم للولايات المتحدة لمدة عام كامل، بهدف انشاء شراكات، وعلاقات طويلة الأمد مع هذه النخبة المختارة بعناية تامة؛ للتعاون معهم في مجال قيادة البلد، و(برنامج تمكين المرأة ، Women Tech Founders)، وبرنامج تبادل افتراضي لربط طلاب المدارس الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين (١٤- ٢٠) سنة، في أنحاء العالم جميعها، لمدة (٦-٨) أسابيع، عبر السفارة الأمريكية في بغداد، وبرنامج (كينيدي- لوغار، KENNEDY-LUGAR)، الذي يستهدف الشباب ويقوم بتدريسهم لمدة عام واحد يعيش خلالها الطالب مع عائلة مضيفة، يتم خلال هذه البرامج تزريق الشباب بالقيم والعادات الأمريكية؛ ليكونوا جسراً ثقافياً لمجتمعهم، هذا غيض من فيض، وعيّنة من برامج الحرب الناعمة الأمريكية التي تستهدف احداث (انقلاب ثقافي ناعم) على القيم والعادات العراقية الأصيلة، لذا ندعوا لنهضة ثقافية، تقودها منظومة الضبط الاجتماعي بمؤسساتها (الدينية، والقانونية، والعشائرية، والأسرية، والتربوية، والطليعة الشبابية) لممارسة دورها الشرعي والأخلاقي والقانوني؛ لمواجهة هذه البرامج الخطيرة، التي ظهرت بعض آثارها، وذلك بتغلغل الفساد في مفاصل الدولة، والانحرافات الأخلاقية، والشذوذ الجنسي، وانتشار الإدمان، وزيادة معدلات الانتحار، وتصاعد حالات الطلاق، وغيرها من المشكلات الاجتماعية الطارئة على مجتمعنا العراقي الأصيل.
﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ (١٧٣) فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ (١٧٤) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (١٧٥)﴾ آل عمران
صدق الله العلي العظيم.
*سلسلة نقدية
https://telegram.me/buratha
