نور الدراجي ||
سُليماني النموذج، الذي تمت صياغتهُ وبلورتهُ من خلال نهج الدولة الفقهية الحقة دولة ولاية الفقيه، ذات الأهداف والأفكار و النهج السامي الثوري المقاوم للاستكبار العالمي، إنه نهج الخُميني العظيم وفكرهُ المحرر للأجيال من الظلم والاستعباد، النهج الذي وضع جبروت أمريكا على المحك ووضع أصحاب المصالح والمطامع والجهلة في زاوية حرجةً ضيقة.
كان الشهيد سُليماني شجاعاً ومدبراً على السواء، لم يقتصر الأمر على الشجاعة فقط، فالبعض لديهم الشجاعة ولكنهم لا يمتلكون التدبير والعقل اللازمين لهذه الشجاعة، والبعض هم من أهل التدبير ولكنهم ليسوا أهل الاقدام والعمل، ولا يتحّلون برباط الجأش اللازمة للعمل، كان الشهيد سُليماني يمتلك من رباط الجأش حيت تجده في المقدمة في مواجهة العدو، كان شجاعاً ومدبراً في الوقت نفسه، وكلامهُ مؤثراً ومقنعاً وفعٌالاً.
عمق قوة هذه الشخصية القيادية نابع من عمق فكرهُ واصالتهُ، ومن قوة عقيدته وايمانه بالغيب، ومن طاعته لقادته، ومن مظاهر ذلك وآثاره البارزة معرفة العدو، كان الشهيد سُليماني يعرف العدو، ويعرف مخططاته وحيّلهُ؛ ومعرفة العدو في مدرسة الشهيد سُليماني تشكلت من النظر الدقيق والعميق والبصيرة الواسعة والفهم العالي للشهيد الحاج قاسم سُليماني.
العزة التي كان يتمتع بها والخوف الواقع في قلوب الأعداء من وجودهُ، هما ايضاً ناجمان من معرفة العدو، لذلك فإن معرفة العدو، هي أحدى المعالم المهمة في مدرسة الشهيد سُليماني الذي استقاهُ القائد العزيز من مدرسة الإمام الخُميني العظيم (قدس) استطاع الشهيد الحاج قاسم سُليماني بمدرسته أن يسقط تنظيم د اعش الصهيو أمريكي في المنطقة، وان يعلن نهاية هذه الشجرة الملعونة الخبيثة.
وفي تاريخ 21/11/2017 كتب الإمام الخامنئي دام ظله للقائد سُليماني: لم يكن هذا ضربة لتنظيم د ا عش الظالم والآثم وحسب، بل ضربةً قاسيةً لسياسة خبيثة كانت تستهدف من خلال الزعماء الاشقياء لهذا التنظيم الضال، إضرام حروب أهلية في المنطقة، والقضاء على المقاومة المعادية للصهيونية، واضعاف الدول المستقلة، وقد كانت ضربةً استهدفت الإدارة الأمريكية السابقة والراهنة، والأنظمة المرتهنة لها في هذه المنطقة.
على سر الخُميني العظيم، وبنفس أدوات عشقهُ سار الشهيد سُليماني ولم يتغير أو يتخلف موعد لقاء العشق مهما اختلف المكان في السماء أو في الأرض، سُليماني، كان الجهاد الذي في كل ميدانِ، سُليماني، كأنه ايةّ من آل عمرانِ، كان السلاح الذي في كل معركةٍ، عليه من بأسهِ خَتمٌ سُليماني.