شر البلية …!  

نعيم الهاشمي الخفاجي ||   المتابع إلى الإعلام العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، يصاب بالإعياء، كل أعلام الدول العربية يظهر دولته انها الاقوى والأفضل والأحسن، وإن تجربة الحكم في بلدهم افضل تجربة بالحكم الديمقراطي بالعالم، وإن حقوق الإنسان وصلت إلى مرحلة كل دول أوروبا الديمقراطية تتطلع إلى تطبيق النموذج السعودي الديمقراطي في احترام حقوق الإنسان والانتقال السلمي للسلطة والاحتكام لنتيجة الصندوق الانتخابي، وإن رئيس حزب الجمال والحمير بجزيرة نجد الديمقراطي أصبح حزب ذو ظاهرة أممية أسوة في الأحزاب اليسارية والشيوعية…..الخ. العالم الغربي يضع سياسته مراكز دراسات استراتيجية تضع مقترحات إلى قادة دولهم في التعامل بالسياسة الخارجية وفق توصيات مراكز الدراسات الاستراتيجية، لذلك  مراكز الأبحاث ومواقع صناعة التفكير بالغرب بشكل عام وفي  أميركيا بشكل خاص لايعتبرون  ان الدول العربية لهم أهمية في صنع القرار العالمي، وإنما تنظر مراكز الدراسات الغربية إلى أنظمة الخليج البترولية على أنهم سوق لتصريف المنتجات للشركات الغربية ولتمويل الحروب الباردة والساخنة للناتو، لذلك ساسة الغرب ينظرون إلى السعودية كممول مهم لدفع فواتير الحرب الباردة والساخنة ونشر التطرف والكراهية لتبقى الدول العربية والإسلامية تشهد  مشاهد تفجير المفخخات والقتل والصراعات الداخلية لتبقى الدول العربية دول فاشلة خدمة لدولة بني صهيون، العراق بعد سقوط نظام صدام الجرذ كان يمكن أن يكون  الدولة المنشودة في حل كثير من الأزمات والمساهمة في تقديم نموذج الدولة المحترمة المتزنة في النزاعات الدولية لو قادة ساسة المكون الشيعي العراقي لديهم مشروع جامع لهم، تضطر الدول الكبرى المؤثرة وعلى رأسهم أمريكا لدعم استقرار العراق وجعله نموذج راقي في حل مشاكل وصراعات المنطقة بشكل جيد، العراق تعرض لأبشع عمليات القتل والتفخيخ والتدليس وقلب الحقائق بحجة ولاء الشيعة إلى إيران وهذه كذبة وهابية بعثية تتقاطع  مع مصالح بني صهيون في محاربة كل القوى التي ترفض التطبيع المجاني، في السنوات الأخيرة دخل الإرهاب الوهابي الخليجي السعودي ضمن البرامج الانتخابية للحزب الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الامربكية، ترامب بمعركته الانتخابية كسب الناخبين بسبب رفعه شعار محاربة الفكر الوهابي التكفيري، أيضا جو بايدن رفع الشعارات ضد الحكومة السعودية والوهابية بعد الفوز لم يقوم في إسقاط النظام السعودي بل لايستطيع ان يستغني عن البقرة الحلوب المهمة التي ترفد الاقتصاد الأمريكي بكل واردات أموال مبيعات البترول السعودي،الأموال بالبنوك الأمريكية ويتم صرف الأموال على شكل قيام السعودية والخليج بشراء المنتجات الأمريكية وإعطائهم مبالغ تسد مرتبات الموظفين فقط، ولايوجد جمود في علاقات أمريكا مع السعودية، ارتفاع أسعار البترول والغاز يصب لمصلحة أمريكا التي باتت المصدر الأول عالميا للبترول حيث تجاوز صادرات أمريكا ١٣مليون برميل يوميا، لاتوجد علاقة عقلانية مابين واشنطن والرياض وإنما علاقة السيد مع العبد، الإعلام البدوي يطلق مصطلح (أي الحراك اللاعقلاني من قِبل نظام طهران وروسيا، صيف قائظ ينتظر الأوروبيين جنباً إلى جنب الأميركيين في ظل أسعار نفط تخطّت عتبة الـ120 دولاراً للبرميل). الاعلام البدوي السعودي يصف الهدنة في اليمن في( العقلانية السعودية من خلال مقاربتها لملف اليمن والهدنة والتي كانت باعتراف حتى إدارة بايدن نموذجاً يدعو للثناء). قضية الهدنة جائت بسبب ظروف حرب أوكرانيا واستطاعت القوة الصاروخية اليمنية في مهاجمة شركة ارامكوا واستهداف مضخات تصدير البترول السعودي مما أحدث أزمة في الطاقة بسبب ظروف حرب أوكرانيا لذلك أمرت الإدارة الأمريكية السعودية بوقف الحرب باليمن، لايوجد شيء اسمه عقلانية او تعقل سعودي ولو كان هناك تعقل لما تم شن الحرب ابدا، مانراه من صراع في أوكرانيا وبظل صراع الناتو مع موسكو من خلال الحرب الاوكرانية ينذر ان ذهنية العالم الغربي يقود العالم بالاخير لمواجهة مع روسيا تستعمل بها الأسلحة النووية والتي لاتبقي ولاتذر وتكون الخسارة عامة تشمل  كل البشرية، رئيس وزراء بريطانيا  ويلسون قد وصف الحرب العالمية الأولى بأنها الحرب التي ستوقف كل الحروب بعدها، لكن حدثت بعدها الحرب العالمية الثانية وايضا تشرشل قال هذه الحرب تضع نهاية للحروب العالمية، وفعلا بقيت حروب نفوذ ودعم عصابات إرهابية ومادعم الغرب للسعودية بنشر الوهابية لنشر الفوضى والقتل والدمار والقتال نيابة عن الناتو ضد السوفيت في افغانستان او استهداف دول عربية ترفض التطبيع إلا دليل على أن المعارك المباشرة بين الدول الكبرى قد توقفت بعد الحرب العالمية الثانية بظل وجود الأسلحة النووية، لكن الأزمة الاوكرانية الحالية ربما تستفز احد الأطراف وبالذات استفزاز بوتين النتيجة ربما يستخدم أسلحة نووية تكون كارثية لكل البشرية، حرب أوكرانيا الحقت اضرار اقتصادية بكل شعوب أوروبا بل وفي شعبالولايات المتحدة والأجواء السائدة  الطبقة الوسطى الغربية والامريكية تضررت كثيرا وهناك مطالب ترفض الدخول بصراعات قد تسبب اندلاع حرب عالمية نووية. زيارة بايدن إلى السعودية سواء تمت ام لم تتم فلا تأتي بجديد، تبقى السعودية بقرة حلوب، إذا تمت الزيارة الجانب السعودي يحرض إدارة بايدن ضد شيعة العراق ولبنان واستهداف إيران…الخ  الشعوب العربية تمتلك كل الامكانيات المادية والبشرية في دعم الصناعات في كل المجالات ودعم القطاع الزراعي والخدمي لكن الأنظمة العربية ممنوع عليهم دعم الزراعة والصناعة والتجارة والعمل على الاكتفاء الذاتي لتبقى الدول العربية سوق استهلاكية لمنتجات الشركات الغربية. نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 11/6/2022