أحلام الخفاجي
تمر علينا هذه الأيام ذكرى مجزرة قاعدة تكريت "سبا يكر"، والتي لا يختلف عليها اثنان من ذوي الألباب, أنها جريمة إبادة جماعية بحق شباب عزل, قضى خلالها أكثر من ألفي شاب من أبناء الوسط والجنوب, صبرا ليس بذنب اقترفوه سوى أنهم امنوا إن عليا ولي الله.
رغم مرور ثمان سنين على هذه الجريمة النكراء, ألانها مازالت تؤرق منام الأمهات المفجوعات بفقد فلذات أكبادهن, ومازالت جرحهن الغائر في أعماق أرواحهن والذي لايبرئ إلا بظهور ذلك الصمصام المنتقم, ذلك الفتى الهاشمي من إل محمد, والذي سيملؤها قسطا وعدلا من بعد ما ملئت جورا وظلما, فكيف لهذه إلام إن تنسى يوم ولادته, ويوم نبتت أسنانه, ويوم مشى أول خطواته؟ إي فاجعة تعيش هؤلاء الأمهات؟! فاجعة مازالت تقصم ظهر ذلك الأب الجنوبي الكادح, الذي تفنن جرذ العوجة وزبانيته في محاصرته ليرفع راية الاستسلام له, لكن هذا الإمعة نسي أو تناسى إن ذلك الجنوبي تسكنه صرخات الحسين (هيهات منا الذلة), جريمة كانت وستبقى سكين الغدر الذي غرز في خاصرة الشيعة بيد من هم شركاء الوطن.
لم يهدا بال ذلك الرجل الحكيم الذي يسكن أزقة النجف القديمة, حتى يثار لهم ولغيرهم من المظلومين, فبعد يوم واحد من المجزرة أفتى السيد السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي, فتوى هزت عروش الظالمين ولتعيد الحق لنصابه, فما إن تناهى صوت تلك الفتوى المباركة إلى مسامع (عبد الزهرة) حتى انتفض وليعضض على جرحه النازف ملبيا النداء.
بعد مرور كل هذه السنين العجاف على المجزرة التي قضمت سنبلات أولادنا الخضر, مازال أصحاب القرار في السلطة يجاملون على حساب دماء أبنائنا وجراحاتنا, أفلم يئن الأوان لتدويل هذه المجزرة لكي يتم فضح الجناة؟ ولتعريف العالم بمظلومية الشيعة؟ الشيعة الذين يدعي شركاء الوطن بان الحكم بيدهم, وهم يقاسموننا جلباب الحكم منذ اليوم الأول, حتى انه اهترئ, وبات خرقا بالية لا تصلح لشئ, لكثرة الطعنات التي تلقتها الخاصرة!
تساؤل طالما غازل بنيات أفكاري, الم يحن الوقت إن تدرس فاجعة سبا يكر في مناهج طلبتنا كجزء من رد الجميل؟ ولكي لا ننسى, فنحن نعيش في زمن أناسه لهم ذاكرة هي اقرب إلى ذاكرة السمك, ولنرسخ في ذاكرتهم إن في كل زمن هناك طف, وحرق خيام, وان الشمر لم يمت, وانه مازال في أصلاب الظالمين, وان زينب عليها السلام, متجذرة في داخل كل امرأة جنوبية, تماما كنخلة شامخة, كلما مرت بها الرزايا, هزت جذع تلك النخلة, ليتساقط عليها رطب الصبر جنيا.
تساؤل مشروع عسى إن نجد له الإجابة على ارض الواقع, وان تعثرت خطوات التنفيذ, فالألف ميل يبدأ بخطوة.