نور الدراجي ||
ماذا لو قدمت القنوات الشيعية مسلسلاَ متكامل حلقاته تجري احداثه عن مجزرة سيباكر وما فعلتهُ عشائر تكريت البو عجيل والبو ناصر في ١٧٠٠ شيعي من أبناء الوسط والجنوب، وذبحتهم ذبح الأضاحي فقط لأنهم شيعة، هل سيعتبر هذا المسلسل عمل ( طائفي)...؟
ما يقدم الآن من الأعمال الفنية التي تتحدث و تسيء إلى العشائر الجنوبية والتي تظهرها كمجاميع متوحشة ومتخلفة خارجة عن كل سياقات المروءة او الأخلاق أو الإنسانية، أو الأعمال الأخرى، التي تظهر الشخصية الجنوبية، شخصية هزيلة كل دورها في العمل دور المضحكة أو متخلف الذي لا يجيد التكلم أو تدبير الأمور ( متيه) و(الفطير) أدوار تنتقص من الشخصية الجنوبية، وكذلك بعض الأعمال التي تنتقص من عشائرنا الأصيلة وتقاليدهم النبيلة وموروثهم الاجتماعي.
شتان بين الاثنين بين من لبَى في دفاع عن الأرض والعرض وقدم الدماء، وبين من قدم أرضه وعرضه لداعش، وغدر الأبرياء والعزل، مجزرة سيباكر ستبقى في ذمة عشائر تكريت، جريمة سنية ارتكبت بحق الشيعة مهما مرت السنين، وستبقى وصمة عار على العشائر السنية البو ناصر والبو عجيل وغيرها من العشائر التي شاركت بتلك الجريمة النكراء لن تتغير معالمها ولن تندثر ابداً، ستبقى جريمة سيباكر اثارها خالدة في جراحنا وذاكرتنا.
فالمجزرة كانت تصويرا واقعيا لما فعله سكان هذه المناطق على مر العصور بشيعة العراق وحتى يومنا هذا، قد ذبحونا أيام حكم صدام بطائراته، وأيام القاعدة بمفخخاتهم، وأيام داعش بسكاكينهم، واليوم يحاولون ذبحنا بيد الجهلة، إلا يستحق مثل هذه المجازر الحقيقية ومأساتها أن تتجسد بأعمال فنية تبين حقائق تلك العشائر الآثمة الملطخة ايديها بدماء الأبرياء، ولكن بذريعة الطائفية تطمس الحقائق.