علي حسين الاشرفي||
الكثير من الجرائم حصلت، في عصرنا الحديث، لكن جريمة سبايكر مختلفة، وحتى ما تناوله الإعلم من معلومات تحتوي على الكثير من المغالطات، الأعداد ليست صحيحة! بالإضافة إلى الكثير من المعلومات المغلوطة عمدًا، وإن سألت عن سبب الكذب والتدليس والتحريف، بحادثة سبايكر الأليمة، سيقولون لك لنحافظ على السلم المجتمعي، ولدرئ الفتنة الطائفية!!!
تعسًا لهكذا تفكير! يطمسون الحقيقة من أجل مجاملة القتلة.
العدد الكلي للشهداء أكثر من ٢٥٠٠ شهيد تقريباً، اما الـ(١٧٠٠) هم جنود جدد في مركز التدريب، وطلاب القوة الجوية فعددهم (١٥٧) طالباً.
ليس داعش من قام بعملية أسر الجنود، و نقلهم إلى القصور الرئاسية، بل من قام بذلك هم ما يسمون بـ(ثوار العشائر) و خاصة (عشائر تكريت) حصرًا، لأن داعش لم تدخل بعد إلى تكريت في يوم أسر الجنود ، حيث وعدت هذه العشائر الجنود، بأنهم سينقلوهم إلى أهاليهم ، ولذلك لم تبدي مقاومة من أي جندي، فكان الأمر مكر وخديعة وكذب.
وحسب التقارير الحكومية الرسمية، فأن العشائر التي شاركت، بعملية خديعة الشهداء وأسرهم هي:
🔴عشيرة ألبو ناصر فخذ "البيجات" (عشيرة ابن صبحة) بقيادة أحد أبناء عمومة الطاغية، وهو ابن مزاحم عبد الله الحمود .
🔴عشيرة ألبو ناصر فخذ "ألبو خطّاب" (عشيرة سبعاوي وبرزان ووطبان) بقيادة ابراهيم ابن سبعاوي.
🔴قسم من عشيرة البو ناصر فخذ "ألبو خطاب" (أقارب عبد حمود) بقيادة فارس ابن اخ عبد حمود.
🔴قسم كبير من عشيرة ألبو عجيل.
🔴قسم من عشيرة الجبور في تكريت.
🔴أفراد متفرقة من عشائر إخرى تسكن تكريت و العوجة.
الشهداء تمت خديعتهم، من قبل هذه العشائر، بأنهم سيقومون بحمايتهم، وإعادتهم إلى أهاليهم لذلك الجنود ثقوا، بهم و لم يبدوا أي مقاومة ضدهم، حتى تمكنوا منهم و نقلوهم إلى القصور الرئاسية يوم ٢٠١٤/٦/١١ الساعة الثانية ظهراً، لم يفكر الشهداء للحضة، بأن هذه العشائر تكذب وتحاول خداعهم، لأنهم لم يشاهدوا عشائرهم، تقتل غريبًا أعزلًا، حيث هذا يعتبر عار ما بعده عار.
في يوم ٢٠١٤/٦/١١ عصراً إجتمعت أغلب عشائر التكارتة في مجمع "القصور الرئاسية" بقيادة عشيرة الطاغية المقبور (ابن صبحة) ليتباحثوا في مصير "الجنود" و قد إختلفت آراء العشائر فيما بينها حول ما يفعلون بهذا العدد الكبير من الجنود وكانت المباحثات كالاتي :
🟣بعض العشائر، إقترحت المساومة بهم مع الحكومة، مقابل إطلاق سراح ابنائها الإرهابيين السجناء، وبعض رموز البعث.
🟢 البعض الآخر إقترح إطلاق سراحهم مقابل أموال و فدية، وأن إعدامهم لا فائدة منه.
🟣القسم الذي ضم عشيرة ألبو عجيل، والبو ناصر بأفخاذها (البيجات وألبو خطاب وألبو مسلط ) هم من كانت لهم قوة القرار، بأعتبارهم عشيرة صدام وعبد حمود و برزان وسبعاوي ووطبان، فقالوا نصاً : [هؤلاء ثأر صدام حسين، و أهلنة العدموهم الشيعة، ولن نقبل إلا بقتلهم جميعاً، وشرط في قصور صدام]، فإستقر الرأي اخيرًا، بالموافقة على مقترح عشيرة صدام حسين (ألبوناصر بكل أفخاذها، من بيجات و آل خطاب وآل مسلط وآل غفور)
بدأت المجزرة و عملية الاعدامات يوم ٢٠١٤/٦/١١ ليلاً بعد الإنتهاء من تشاور العشائر بينهم و إتخاذ القرار بأعدامهم جميعاً، حيث كانت الإعدامات على وجبات متعددة، ولكل عشيرة حصة من الجنود.
وصلت عناصر من داعش إلى تكريت، قادمة من الموصل صبيحة يوم ٢٠١٤/٦/١٢ بعد أن إنتهت من سيطرتها على الموصل، فأصدرت عفوًا من ما يسمى الخليفة، حيث كان العفو، عن المتبقين من الجنود "السنة" وإطلاق سراحهم بشرط "التوبة" فبدأت عمليات فصل الجنود السنة عن الشيعة، وإطلاق سراحهم عن طريق المحكمة الشرعية التي نصبتها داعش.
الجنود الشيعة تم توزيعهم على العشائر، وعلى الأشخاص المارة، و على "بيوت العوجة" ليقوموا بإعدامهم و إثبات ولائهم لداعش.
هناك عشائر لم تكن حاضرة، في القصور الرئاسية عند وصول الجنود المغدورين لها، ووقت الإجتماع، و لكن ما إن سمعوا بوجود "جنود أسرى" في القصور، توجهوا إليها فوراً ليشاركوا في الإعدام والثأر لابن صبحة، وهذا حسب إعترافات المتهمين، ومن خلال إعترافاتهم ايضًا، فإن من بين المنفذين للجريمة، العوائل التي كانت تأتي إلى القصور، فيأخذ كل نفر منهم جندي أو إثنين لقتلهم، وخاصة الأطفال و النساء، حيث إنهم قتلوا الكثير من الجنود، والنساء كانت تشجع أبناءها وإخوتها على قتلهم.
بعد الحادثة كان ابناء العشائر يتفاخرون بينهم، بأن عشيرة فلان قتلت أكثر من عشيرة فلان، وابناء فلان لهم نصيب أكبر من ابناء فلان، و فلان (بيض وجهه) ليس مثل فلان الذي لم يقتل سوى إثنان أو ثلاثة.
إثناء تنفيذ الإعدامات، هناك ما يقارب ٤٠٠ جندي تمكنوا من الهرب، من القصور الرئاسية، فتوجهوا إلى الأحياء السكنية، ظنًا منهم بأن البيوت في هذه الأحياء ستجيرهم وتحميهم، لكن جرى العكس، فخرج لهم أبناء تلك المناطق، من أسطح البيوت فقتلتهم في الشوارع، وبعضهم قُتل في الطرق، ولم ينجدهم أي شخص من عشائر تكريت وسفلتها.
الحق الحق، إن من يجب أن يتحمل وزر هذه الجريمة، هم شيوخ عشائر تكريت، وكل شخص تكريتي سخيف، سمع بذلك، ورضي به، وكل القادة الأمنيين المسؤولين، وكل شخص غرد تغريدة، تساند عشائر تكريت السافلة، وتصفهم بالمحتجين، ودعمتهم إعلاميًا، وليبحث الباحثون عن الشخص، الذي قال قبل حادثة سبايكر بساعة واحدة، إن هذه الحرب، هي حرب طائفية قذرة، وإن الشيعة يريدون قتل السنة، وصوت السنة سيعلوا.