عباس زينل||
يا أماه أيتها التكريتية الأصيلة الغيورة، ليت في ذلك الوقت تواجد مثلكِ واحدًا بين أشباه الرجال يشبهكِ، من الذين لم ترف لهم عين وهم يذبحون أبناءنا دون اي رحمة، يا أماه لم يكونوا غربة ولا أجناب، لم يكن لهم ذنب إلا أنهم كانوا يحبون علي، أوَ هل يذبح أحد بسبب حبه لعلي الإنسان. يا أماه أبناءنا قد ذبحوا كالنعاج، في البيوت وفي الطرقات وفي الأنهار، اختلطت دمائهم بماء دجلة، حتى تحول لون الماء وتلوّن بدمائهم، أماه نحن لو أمرنا ظلمًا بذبح مائة غنم لأهل تكريت في يوم واحد؛ لما فعلنا ذلك والله، ولرفّت قلوبنا ولاخترنا الموت على ذلك، أماه حتى ونحن في كامل قوتنا وجهوزيتنا وسيطرتنا على تكريت؛ لم نؤذي أحد ظلمًا بغير حق، بل أعطينا وتبرعنا كل ما لدينا لهم، وأسميناهم بأوج المعركة ب(أنفسنا)، هل تعلمين يا أماه كل هذه ونحن أُتهمنا بالطائفية، مجرد لقولنا بأن الجريمة هذه قد حدثت في تكريت على أيدي عشائرها، أماه انتِ تكريتية، اولم تكوني شاهدة على مجزرتهم الوحشية؟ اولم تنقذي العشرات من الشباب؟ وقمتي بإيوائهم في منزلكِ؟ اخبريهم يا أماه اخبريهم، فعلها من بعد ذلك الظلم يعترفون، اما نحن يا أماه لم ولن ننسى موقفكِ الشجاع ما دمنا نتنفس، فليست من شيمتنا أن ننكر الأصلاء، ولا أن ننكر مواقفهم الأصيلة التي رسخت في الأذهان.