علي حسين الاشرفي ||
بعد سقوط الطاغية، وفتح الحدود على مصراعيها، أخذ العراق بإستيراد كل شيء، الأجهزة الكهربائية، والهواتف الذكية وغيرها، ودخول الشبكة العنكبوتية، فإطلع الشاب العراقي، على ثقافات الشعوب وحياتهم، وبسبب الحرمان الذي يعيشه، بدأ يفكر بالهجرة، وطلب اللجوء من دول أوربا.
بما إنني شاب عراقي، لا أخفي عليكم بأني كنت ساعيًا للهجرة، وطلب اللجوء، وباحثًا عن الحياة، هاربًا من حروب الطائفية، والسيارات المفخخة التي كان يرسلها عمقنا العربي.
في مثل هذا اليوم، وقبل ثمان سنوات، فتحت الأبواب، وبعد أن رأينا الشقراوات، فتحنّ ذراعهنّ للعناق، أخبرنا أهلنا بأن يستعدوا للفراق، لأن العيشة أصبحت لا تطاق، في بلد منهوب مثل العراق، حيث بسبب الإحتلال قد كثر الشقاق والنفاق.
جهزت حقيبتي إستعدادًا للسفر نحو تركيا، ومنها إلى اليونان، وإلى أوربا بعدها، حيث الحياة الجميلة، بعيدًا عن القتل والحروب، وبرفقتي الآلاف من الشباب.
بعد ساعة من الوقوف بالطابور، شعرت بالذل والجبن، كيف لي أن أهاجر، والتتر قد دخلوا العراق؟ من سيحمل السلاح ويقاتل؟
لحضات وتمر علينا أفواج الشباب، حركتها غيرتها، وفتوى كنت قد سمعت عنها من والدتي، التي كانت تبحث عن أسباب تثنيني بها عن الهجرة، فسألتهم بصوت مرتفع ( وين رايحين؟) أجابني أحدهم ( الدواعش بأطراف بغداد )
لم أتمكن من السيطرة على دموعي حينها، وركضت بإتجاه أحد السيارات، وركبت بها من دون أن تتوقف! لأجد نفسي بعدها مسلحًا! ومستعدًا للحرب، لأكون مدافعًا عن العراق.
بعد إنتهاء معركتي الأولى، إتصلت بوالدتي وأخبرتها بأنني تركت موضوع الهجرة، وأنا الآن أقاتل ملبياً لنداء تلك الفتوى التي أخبرتيني بها، فسمعت أمي ( هلهلت ) بصوت مرتفع، وكأنها تقول لي، أنا فخورة بك.
استمريت بالقتال، من معركة لأخرى، حيث كان وقت نزولي وإستراحتي في البيت، كئيب جدًا، ونومي مليء بالكوابيس، مما يجعلني إلى الإلتحق كثيرًا.
الحق الحق أقول، بأن أجمل أيام عمري، هي تلك التي قضيتها في الجبهة، فبين كل تلك الجثث وذلك الموت، وجدت الحياة!
الحياة هي أن تجد نفسك نفاعًا للناس، أن تشعر بنفسك تضحي من أجل هدف، فوجدت ظالتي بالصدفة، أعتقد بأن دعاء أمي، أتى بثماره!
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha