عربية البياتي ||
في العام 2014, عندما دخل ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (الدواعش) إلى الاراضي العراقية بما في ذلك الموصل ثاني أكبر مدن البلاد, فأصبح الخطر يُحدق بالعراق , وكان لابد من تدخل قوي وعظيم للسيطرة على الامر.
فجاء الرد الحاسم من قبل المرجعية العليا في العراق بأطلاق "فتوى الجهاد الكفائي" , موجهاً الى الجميع دون استثناء, فتشكل السند الظهير للجيش العراقي, ابطال الحشد المقدس, الذين نذروا انفسهم , رجال لا يعرفون معنى الخوف أو التردد, راحوا يخطون بدمائهم الزكية أجمل لوحات الإيثار, والتضحية, والوفاء.
دافعوا عن كل محافظات العراق دون أن يفرقوا, أو يعترفوا بهذه الحواجز أو المسميات التي جاء بها سياسيو الحقد الدفين, هدفهم الوحيد النصر على جرذان عصابات داعش الإرهابية, وقد تحقق ذلك النصر؛ لأن فتوى المرجعية, كانت السبب في انضمام زخم بشري كبير, ومساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالعم المادي والمعنوي والاستشاري, وتوفير الأسلحة والتجهيزات.
تعرضت قضية الحشد الشعبي لردود فعل دولية معادية, رفضت فكرة الحشد وطالبت بحله, كما فعلت امريكا وما زالت؛ لأن الحشد حال دون تحويل العراق إلى دولة وهابية صهيونية, ولأن الحسابات الاستراتيجية التي كان مخطط لها في مدينة القائم باتت بالفشل, فمنطقة القائم حسب اعتقاد واشنطن, يمكن أن تتحول إلى حلقة وصل بين إيران وسوريا, وفي الوقت ذاته جسراً إلى لبنان, فوجود الحشد فيها يحد من حرية حركة وتنقل القوات الأمريكية ويضعها في مرمى الحشد الشعبي.
أن امريكا تنظر إلى الحشد بأنه ليس قوة عسكرية تمتلك العدة والعدد والتقنيات العسكرية, بل أنه قوة عقائدية, تستطيع أن تحول الأسباب البسيطة إلى منجزات عظيمة, عبر الثبات والصبر والمقاومة واستلهام القيم والمبادئ الشرعية والدينية في الجهاد والمقاومة.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha