نور الدراجي ||
شرّقوا، غرّبوا، حَلّلوا، نزّهوا، سقّطوا، أصدروا البيانات، إكذبوا بإسمه، أستغّلوا حكمتهِ وصبرهُ، لكن لن تكون كلمة الفصل إلا كلمتهُ، وحين ينطق ستكون كلمتهُ كعصاة موسى " تلقفُ مَا يأفكون".
إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن، وأهله وأعراض مواطنيه، وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي، ومن هنا فإن على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح، ومقاتلة الارهابين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس، هذا نص فتوى الجهاد الكفائي الذي أسقط أعتى تنظيم اجرامي تكفيري.
انطلقت فتوى الجهاد الكفائي، هذه الفتوى التي أصدرها سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني "دام ظله" في حزيران عام ٢٠١٤، لمحاربة داعش التي أعلنها ممثلهُ في كربلاء المقدسة ووكيلهُ الشيخ عبد المهدي الكربلائي عبر خطبة الجمعة، وأثر هذه الفتوى التحق الآلاف من المتطوعين من المواطنين من أبناء الوسط والجنوب لتلبية نداء المرجعية في دفاع عن هذا البلد، ضد تنظيم داعش الإرهابي التكفيري، الذي سيطر على جزء كبير من المنطقة الغربية في العراق،
وقام بأعمال القتل وتهجير ودمار على نطاق واسع من الأراضي التي سيطر عليها.
فتوى المرجعية الحكيمة أنهت نشاط داعش الممنهج، وأعُتبرت غطاءً شرعياً، ودعماً معنوياً لقوات الحشد الشعبي والفصائل المنطوية تحته، عندما أطلقت أمريكا والأعداء رصاصة بصناعتها لداعش، واحتلالها للعراق، اطلق المرجع المفدى نحوها صاروخاً عند أعلانه للفتوى، وصناعته للحشد المقدس، فحطم بذلك مخططاتها عند الاحتلال والمخططات التي تفكر بها من بعد الاحتلال، أستغل الأزمة وصنع بذكائه حلاً لها وحلاً للازمات التي من الممكن أن تأتي بعدها.
عند دخول داعش لم يفكر في كيفية التخلص منه فقط، بل منع حدوث مثل تجربتهُ في المستقبل ايضاً، بحيث كان سماحته بكل خطوة يخطوها هي تشخيص نوع الحرب المعّلنة، تارةً قال إنها عسكرية ويجب التطوع لها وتحمل مسؤولياتها وقد بارك لنا انتصارنا بها، وتارةً قال أن امامكم حرباً فكرية فتحصنوا منها والى الآن لم يعلن انتصارنا عليها!.
من هنا اخذت الاستراتيجية الأميركية مساراً جديداً في العراق، وهو القضاء على الدين المتمثل بالمراجع العظام، وذلك من خلال دس المأجورين والعملاء والخونة وبث التفرقة وإيجاد تيارات ومنظّمات وحركات مشبوهة مثل الصرخية وغيرهم، والسعي الى قتل العلماء وعلى رأسهم سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني وذلك لكونه شخصية دينية حفظت وحدة العراق ودمرت مشروع أمريكا الإرهابي.
الاستراتيجية الثانية التي اتخذتها أمريكا هي تشويه سمعة الحشد الشعبي، والقضاء عليه، بأعتباره قوة عسكرية وسياسية واجتماعية له ثقله على جميع الصعد، وذلك من خلال نعتهُ بالميليشيات الإرهابية، او القوات التابعة لميليشيات إيرانية، او قوات خارجة عن القانون، في حين كان الحشد الشعبي المقدس هو حامي الأرض والعرض.
فإلمؤامرة كبيرة على العراق واطرافها ومنفذيها دول كبرى، ودول إقليمية ودول مجاورة، واطراف محلية، كلها اجتمعت مصالحها وتبلورت لإيذاء العراق، ولكن هناك عصا موسى تلقف مايأفكًون، الكائنة في شارع الرسول النجف الاشرف.