زينب ال جياد||
في يوم من الايام كنت في المنزل وكان في ضيافتي اقاربي …لقد امتلأ المنزل وكانوا جميعا يضحكون ويلعبون والكبار كانوا يتحدثوون عن أمور الدنيا…كنت جالسة مع بنات عمي العب وكنت شديدة الفرح والبهجة. حتى شعرت بالعطش فذهبت الى المطبخ لأحضر قدحاً من الماء وانا في طريقي للمطبخ. لم اشعر الأ بأن الاضواء التي كانت تضيء المكان، خفتت شيئا فشيئا، ولم أشعر الا بالظلمة سيطرت على المنزل ولقد كان البيت مليئ بالضجة ولكن بعد ذلك لم اقدر اسمع سوى أصوات الهدوء …
لقد كنت متفاجئة من المنظر الذي اراه ومستغربة وفي نفس الوقت …كان الخوف مسيطر على قلبي .وكأن الافكار أحتلت عقلي. كنت في الغرفة وحيدة لم اعرف اين اذهب فأنني خائفة حتى لم استطع انظر الا أناملي من شدة الظلام …في هذه الحظه ادركت بأن الجميع تركني وبقيت وحيدة في هذا الغرفة التي يملئها السواد…
لم استطع افكر في شيء تذكرت أن الله معي ،فأنني لست وحيدة. لكن هنا تذكرت بأنني غافلة عن الله وخجلت ان اطلب المساعدة منه . فأنني كنت اللهو في الدنيا ونسيت الله وعندما اصحبت أحتاجهه توجهت له.
في هذا الوقت تذكرت القبر وكيف سأكون فيه وحيدا، وكيف سوف يتركنا الاهل ونبقة وحدنا في الظلمة، مثل الذي حدث معي وانا في غرفة مظلمة لا يسمعني احد فقط الله هو الذي يراني ويسمعني،كنت افكر كيف سأكون وحيدا في القبر وانني في الدنيا كنت غافلا عن الله ولم أجهز شيء معي لأخذه معي الى القبر كيف سوف أواجه الله وانظر اليه وأنني نسيت رحمته وعطفه، كنت خجولة من نفسي جدا ولم استطع افكر في شيء سوى هذا.
لكن رغم الوحدة التي كنت بها اشعر بأنني لست وحيدة، وكان عطف الله يحيط بي،وكانت رحمته تحميني.،وكان نور وجوده يضيئ قلبي،رغم انني لم اتذكره مره هو يتذكرني كل مره.
وفي هذه الحظه ادركت بأنني كنت نائمة وجلست من على الفراش ،ونبضات قلبي تتسارع،ولم اشعر بأنن الذي حدث هو مجرد حلم لم يحدث لكنني كنت خائفة وملامح الخوف واضحة في وجهي حتى امي قالت: مابالكِ يازينب أيحدث معك شيء؟ !
قلت لها: كلا لكنني ذاهبة الى لقاء الله
ذهبت لأتوضئ وكان الفرح مسيطر على قلبي وكنت متشوقة حتى اركع الى الله. ذهبت نحو السجادة وبدأت بالصلاة،وما أن اتممت صلاتي ركعت الى الله والدموع في عيني وانا ادعو ان ينير قلبي،وينور طريقي،من نور رحمته ووجوده…
لم اشعر انه مجرد حلم بل كان تنبيه من رب العرش، وفقط لانه يحبني اعطاني هذه الاشارة حتى لا اغفل عن نفسي ولا أبخل من ذكر الله.
كلما حدث معك شيئ لاتنسه ان الله موجود لاينسى عبده، فأن الله يخاف علينا، كاخوف الاب لابنائه،ويحمينا بحنانه، مثل الام وحنانها على اولادها.
هنا يجب ان ندرك ان الحياة مجرد وقت تنتهي، وكل يوم تصبح في يوم جديد وحياة وجديدة،لكن سوف يأتي اليوم الذي تجلس فيه لكن ليس للحياة بل الى الموت وبداية الحياة الابدية، عندما نذهب الى السفر نأخذ الامتعة التي نحتاجها، لكن عند ذهابنا من هذه الدنية لا نحمل شيئا معنا، فقط الاعمال الموجودة على يميننا وشمالنا.
نسأل الله ان يحشرنا معه في الدنيا والاخره،ومعا محمد وال بيته الاطهار.
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم،
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha