مازن الولائي ||
والمعروف بتدينه منذ صغره، وهو ابن الحاج معين السقا الخادم الحسيني الذي كل المدينة تعرف قصته، يوم كان يذهب إلى مناطق بعيده ليس فيها خدمة للزائرين القادمين من مدن ومحافظات شتى، وبذلك القيظ الحاااار اللاهب والبرد الذي يجمد الوجه واليدين ينتظر تقاطر الزائرين وعلى رأسه خرقة وعلى كتفه قربة كأنها قربة ابى الفضل العباس يوزع الماء وهو لا يكاد يفتح عيونه من البكاء والدموع ومثل سموم الهواء يلفح وجهه ووجه الزائرين، الخادم الذي توفى وهو بذات الخدمة وقبره بقرب المدينة أصبح مزار لمن يعرفه..
ابو منتظر أخذ من ذلك الخادم الوفي، ولوحظ على ابو منتظر من قبل الجيران كأنه عنده ظرف طارئ، حيث كل مساء يخرج مع عائلته زوجته وابنته براء الطالبة في الطبية، ومنتظر في كلية الهندسة الشاب الحسيني والذي يترأس نشاطات رائعة في مدينته وارياف لهم فيها نشاطات وتبليغ، واثنين من بناتهم الصغار، استمر ذلك الخروج بمثل هذا الوقت بعد الصلاة والعشاء تقريبا، فسألت الجارة جارتها، منذ فترة نراكم تخرجون في وقت محدد كلكم بسيارة واحدة، أن شاء الله تعالى لا يوجد شيء غير جيد، تبسمت الام وقالت ابدأ كل الخير يا جارتي العزيزة، سوف اخبرك لكن ليس عن طريقي، هل ملاك ابنتك موجودة هذا المساء قالت نعم قالت قولي لها خالتك تقول فلتذهب معنا إلى مكان فيه رضا الله تبارك وتعالى ورضا ولي العصر قالت حبا وكرامة، وجاء المساء موعد الذهاب ركبوا بسيارة الحاج ابو منتظر ذات الدفع الرباعي وتوجهوا إلى مكان يبعد حوالي ربع ساعة عن بيوتهم.. تقول ملاك لامها عندما رجعت وأول دخولها على امها أخذتها بالأحضان وهي تبكي من قرار الروح وتتنهد بحرقة، اضطربت الام وخافت ما بك يا ابنتي؟ قلبي يكاد يتوقف، نظرت لها بحنان وقالت امي ابو منتظر ودكتورة براء والعائلة يذهبون كل هذه الليالي للتدريب على انشودة أمي لا أستطيع أن أكمل فمنظرها يقطع القلب والشوق يستعر بقلبي على مضمونها، الام يا ملاك ارحميني يا ابنتي! قالت امي انشودة نستغيث ونبايع بها المهدي عجل الله فرجه الشريف اسمها سلام فرمانده، لكن أمي يمكن كانت كل المدينة حاضرة الرجال على جانب والنساء على جانب في الحديقة العظيمة التي تقام بها الاحتفالات، امي لم يبقى شخص لم يبكي ويغرق بالدموع، وكان اليوم ختامها وانا تفاعلت معها كثيرا وقضينا ثلاث ساعات وأكثر كأنها ثواني..
لبيك يا مهدي ..