المقالات

قلم مالح* ٥/ مجتمعنا ومقاومة الاستبداد


حسن الربيعي ||

 

مساكم الله بالخير..

يلاحظ المتتبع لتأريخ البشرية، أن الإنسان يميل غالباً للاستبداد، فالحكام يستبدون بآرائهم ويسعون للاستئثار بالحكم والقبض على مقاليده بكل ما أوتوا من قوة، ويعملون على تجهيل المجتمع، وتغييب وعيه، وصناعة المشكلات الاجتماعية لإلهاء الشعوب وتسهيل السيطرة عليها، وعندما تضعف شرعية القوى السياسية الحاكمة تبحث عن طرق أخرى لتعزيز هيمنتها، بالركون إلى دعوات التخويف الطائفية، أو العرقية، أو الدينية، أو الأيديولوجية، وغيرها، بما يعزز استمرارها في الحكم على الرغم من فشلها في الانجاز. وعندما تطول حقب الاستبداد تتولد لدى الشعوب (القابلية للاستبداد)، وبذلك يسهل على الحكام استعبادها ونهب ثرواتها.

والشعب العراقي ليس ببعيد عن نمطية الاستبداد؛ فقد مرت عليه حقب زمنية طويلة، ومتعددة من التسلط والطغيان، ما أحدث فجوة كبيرة بين أبناء الشعب، والطبقات الحاكمة، فكلما انتهينا من طاغية تلاقفنا مستبد، وبين هذا وذاك (صبّت علينا مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا)، على حد القول المنسوب لسيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام، فبعد نهاية فترة الحكم المظلمة، والتخلص من ظلم الطاغية المقبور صدام عليه لعائن الله، سارعت الكثير من الجماهير، والجماعات بحثاً عن مستبد يحكمهم، ومهدوا له الطريق لتجهيلهم، والاستخفاف بهم؛ لأنهم لم يتخلصوا بعد من (القابلية للاستبداد)، التي تغشي البصيرة، وتخلط الحق بالباطل، وتجعل الناس يسعون إلى العبودية باختيارهم، ويتلذذون باستعبادهم، بل ويتفاخرون بهذه الصفة (الذميمة)، ويبتهجون بتقديمهم ولاء الطاعة (لقائدهم الضرورة)، ويتراقصون على أنغام (هلا بيك هلا)، أو (علي وياك علي)، ولا نستبعد وصولهم الى مرحلة (يا حوم اتبع لو جرينا)، لذا يتوجب على النخب الواعية الإسراع بالتخلّص من (الآلهة الكاذبة)، باستنهاض موانع الاستبداد، وتعزيز المناعة الشعبية ضد المستبدين، والارتقاء بالشخصية العراقية، وتعزيز هويتها الثقافية، وقيمها الأصيلة، ونشر الوعي والبصيرة، وتنمية الإرادة، ورفض التجهيل والوصاية؛ لتأهيل تيارات جماهيرية ضاغطة، وتحريك الرأي العام؛ لمقاومة الاستبداد، والضغط على الطبقة السياسية، والمستبدين من القادة، وعلى مؤسسات الدولة؛ لتقوم بواجبها، وتقديم الخدمات، ورعاية حقوق الناس، وحفظ كرامتهم، والا فلا مقام لهم فيها، فنحن شعب الحضارات، (اخدمونا، أو ارحلوا).

 

*سلسلة نقدية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك