كوثر العزاوي ||
في زحمة الأحداث وخِضمّها، وتسارع الأيام وغمارها، قد يغفل أو يغيب عن أذهاننا مايجري من أحداث ووقائع، وقد ننسى أو نتناسى الأخبار والاخطار التي من الممكن أن تعطي بعد التأمّل دلالة مهمّة وعلامة بارزة تشيرُ الى قرب ظهور الأمام المنقذ صاحب العصر والزمان {عجل الله فرجه} والتي لامناص من تلك الدلالات بحكم ناموس الشريعة، وفق السنن الكونية التي ادخرها الباري"عزوجل" إغاثةً للبشر، بعد سلسلة اختبارات تقويمية لاتخلو من حكمة وصلاح.
{.. لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأنفال ٤٢.
بيدَ أن علامات الخلاص بظهور القائد الأقدس، تظلّ مبهَمَة مع وُفرتها وغزارة فجائعها ، إلّا أن تداخلًا يبقى من الغث والسمين موكولٌ إلى الله لا دخلَ للعباد به حتى يأذن الله بأمره!! بينما يحتفي العالم الأسلاميّ بحدَثٍ وجدانيّ قد صرف أنظار العالَم إليه، بما يحملُ من رسالةِ تذكرة للعالمين، إذ حرّكت الساكن من الوجدان وأيقظت ضمائر باتجاه ذلك الأمل الغائب عن الأذهان، المحجوب عن الوجود، ليُخبرنا ذاك الحدث أمرًا عِبر حناجر الصغار ومضامين "سلام فارمنده" التي ناغمت ترانيمها العذِبة أرواح الأحياء والأموات سيما الشهداء منهم، وكأنها تستنهض الشوق توسّلًا للطلعة البهية التي اجتاح طيفها لهفةَ أرواح الأنس والجان والاحياء والأموات! لتجبر شهداء القادة تحديدًا وهم في مقعد الصدق هناك في العلياء، أن تتوسل بربّ العزة والجلال ليدرِك الأمة بمهديّها حتى ترِدَ مناهلَهُ الرويّة فتروى بعد صدأٍ وعذاب، وكأنّي بالخالق الرؤوف قد أجاب دعوة الداعين من براعم التمهيد وتوسّل أطياف الشهداء، ليسجّل وقفة تأمّل أخرى مع صدى الاشواق في غمرة تعاظم ذكر إمام الزمان وهتافات الولاء والحاجة إليه، ومع إيماننا بأنّ شأن الحق هو دمغ الباطل فيرديه صريعا فأذا هو زاهق، وفي زحمة هذه الإثارات، إذا بإمارةٍ للحق تبدو وعلائمهُ تظهر ، وكأني بصيحة جبرائيل تشنّفُ أسماع المظلومين وكلّ مستضعفي العالم، ليظهر احد دعاة الغدر والإجرام وزير خارجية أمريكا معترِفا بعملية الغدر التي طالت قادة النصر في فاجعة ليلة المطار، في وقتٍ عوّل الكثير على القضاء العراقي في التحقيق بهذه الجريمة حتى توارت القضية بالحجاب بسبب التسويف والمماطلة، إلّا أنّ أولياء الله على يقين وطمأنينة من أنّه سبحانهُ المعوَّل في الشدة والرخاء وهو القادر على انتزاع الحق بأيدي اوليائهِ برعاية وليّ الدم الحقيقي لكلّ الذين ظُلِموا منذ مايقارب النصف قرن وقوافلَ من الشهداء والمغدورين تجري لمستقر لها مع صاحب الأمر وليّ الدماء الزكية التي أُريقت على أرض المقدسات لتشكّل نهرًا بروافد متعددة تجري على أعين ومسمَعِ كل العالم.
{وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ¤لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} ٧-٨ سورة الأنفال.
١٩ذو القعدة١٤٤٣هج
١٩-٦-٢٠٢٢م