زينب ال جياد||
(السلام لايعني غياب الصراعات،فالاختلاق سيستمر دائما في الوجود،وانما يعني ان نحل هذه الاختلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار،وحسسن الاستماع)
خلق الله للأنسان لسانا واحدا وأذنين اثنتين،كي يسمع اكثر مما يتكلم والانصات للأخرين عندما يتحدثون وفي ذلك نوع من الاحترام لهم والاهتمام لحديثهم.
أن فوائد الاستماع كثيرا وهو أحقاق الحق، لان في ذلك هو اعطاء الفرصة للفرد لاختيار الحديث المناسب وأنتقاء الكلمات ، وهنا نجد أن الاستماع ليس فقط من الاداب ، بل انه من الخصال الحميدة والتي يجب على كل فرد أن يتحلى بها.
الاستماع للأخرين وأعطاء الفرصة للأخرين من الممكن ان تساعد وتنقذ الكثير، فا يجب عند حدوث واقعة ما لايجب ان نتسرع في اخذ القرار بل يجب ان نستمع الى ماحصل حتى لا ينظلم شخص، كمل يفعل القاضي في المحكمة يستمع الى الشهود والدعاة والمدعو عليه، وهنا يتم فهم المشكلة بوضوح وأيجاد الحل المناسب……
يتفرع الاستماع الى أداب الحوار، فهو كذلك رفيق الاستماع،لان الحوار السلمي احد السمات الحضارية المهمة من اجل الانتقال الى الحياة الاجتماعية والمدنية،
وهنا يعتبر الحوار هو الوسيلة الاساسية للتخاطب والتفاهم بين الشعوب والافراد ، ويكون الهدف منها تحقيق المنافع المشتركة، وكذلك تبادل المصالح، وهو كذلك يزيد من روابط العلاقات،ويزيد قوة العلاقة بين الاخرين.
يجب على الفرد ان يتحلى بالصبر ويرتقي بتصرفاته ومن أهمها هو حسن الاستماع والحوار، الحوار الجيد دليل على ثقافة المرء ويجب تبادل الاراء وفي ذلك يرفع من شأنك عند الاخرين ،وكذلك سوف يجزيك الله خير الجزاء.
ان الحوار يساعد على انهاء الخلافات والنزاعات،فأن أساليبه هو الحوار الراقي والاستماع الى الاخرين،وقبول رأي الاخرين، والمناقشة دون عدوانية او فرض للرأي الاخر.
أن القرأن هو اساس الحوار، وهنا نرى حوارات الانبياء مع الناس، فعندما ارسلهم الله الى الناس لهدايتهم،استخدموا اسلوب الحوار والذي كان يتحدث عن الله عز وجل، ولقد اعطو الناس فرصة ليفكروا ويختارو الطريق الصحيح ولم يجبروا احدا ،وكذلك النبي محمد ص عندما ارسله الله كان كل بدايته هو الحوار والتحدث عن الدنيا وعن الاخرة وعن عظمة الله وعن قدرته وفي هذا اسلوبه استطاع أن يجذب الكثير من الناس حوله،كما يجذب المغناطيس الحديد، لان تأثير الحوار جدا كبير وخاصة في عصر مثلهم هو عصر جاهلية فكانوا عبيد ويفتقرون الى شخص يجلس معهم ويتحاور معهم ويعرف مابداخلهم.
وهنا انتقلت هذه السمة الجملية الى اهل بيت نبوة، فأننا نجد عمالقة الحوار هم اهل البيت في احداثيهم وكلامهم وخطاباتهم،فكان الامام علي يخطب الناس في الكوفة والحسين يخطب الناس في الطف وفي كلام جدا مؤثر،والسيدة زينب عندما حاورت يزيد لكنه رفض ان يرد عليها لان كلامها كان اكبر من عقله الصغير الذي لم يستطع ان يرد على تلك الحروف التى كانت مرسومة بالشجاعة.
وكذلك الامام زين العابدين والامام الصادق ونرى كثير من احاديثهم وروايتهم، وكذلك الامام كاظم الغيظ ( عليهم السلام)……
رغم انهم يملكون كل شيء الا انهم كانو متواضعين،حتى عندما كانوا يدعون الناس الى الاسلام،والبعض كان جاهل فكانوا يحاورونهم بلغة تبين كل شيء من حولهم،
حتى انهم كانو يطلبون الناس للمناظرة لكسر الجهل واعلاء كلمة الله