بلد البترول بلا بترول، بلد من اخترع البطارية والطاقة بلا كهرباء، بلد الرافدين بلا ماء، بلد السيادة بلا سيادة، بلد الكتابة والمسلة والقانون يعجز عن حفظ أسئلة للدراسة الثانوية، لم تكن هذه العبارات أحجية ولا لغز، بلد "كان حضارة" فعل ماض ناقص لم يكمل بحاضر ولا مستقبل، تتوالى ألازمات وتتفاقم منذ سنوات على هذا البلد الذي بات سجين المؤامرات والمخططات، لم يكن يعلم ملوك بلاد سومر وآشور وبابل وما بعدهم من عصور إسلامية ذهبية إن "بغداد والشعراء والصور" ستصبح حطام وركام بالية، لماذا عجزت أو تعاجزت الطبقة السياسية خلال هذه السنوات عن بناء دولة حقيقية، وهل يتمكن الراعي من البناء بعد هذه المعاناة؟.. أم إن الجميع بما فيهم الطبقة الجماهيرية مصابة بخلل التمييز بين الصالح والطالح، ومن سيحاسب العقول المريضة التي تنفذت وأوصلت البلد إلى هذا الواقع المخزي؟!.. ان تغيير نظام الحكم الدكتاتوري والذي استمر سنوات عديدة و الانتقال به الى نظام ديمقراطي، سرعان ما حول هذا المفهوم إلى فوضى وانفلات تحت غطاء "الديمقراطية"، وصل لحد إن المواطن بدأ يترحم على نظام سياسي صارم ودكتاتوري، وأيضا غياب القانون الصحيح والقوي الذي تخضع له الدولة والمواطن على حد سواء هو من أحد أسباب هذا الانهيار. "الفوضى السياسة" أو "حكم الفوضى" من أهم المشاريع التي تهدف إلى إسقاط أي دولة وشعب، وهذه هي احد أساليب الحرب القذرة التي تدفع المواطن إلى الخضوع والركوع في سبيل عدم جره لأسوء مما يعيشه حاليا، ونسيان ابسط حقوق العيش بكرامة، فالبديل عنه لا بديل غيره!.. "حكومة الشراكة الوطنية" و " حكومة التكنوقراط" و حاليا" الانسداد السياسي" مفاهيم ومبادئ سياسية لا يفهم منها المواطن العراقي سوى عناوين والحصيلة "حكم الفوضى"، ويبدو إن من أراد أن يحكم العراق على مبدأ ومفهوم الديمقراطية استبدله بفقدان البوصلة لجميع الاتجاهات، عن الإمام علي (ع): إن في جهنم رحى تطحن أفلا تسألوني ما طحنها ؟.. فقيل له: فما طحنها يا أمير المؤمنين ؟!.. قال : العلماء الفجرة ، والقرّاء الفسقة ، والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة ، وإن في النار لمدينة يقال لها الحصينة ، أفلا تسألوني ما فيها ؟..فقيل : وما فيها يا أمير المؤمنين ؟!.. فقال: فيها أيدي الناكثين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha