حليمة الساعدي ||
عودنا سماحته على المفاجئات المقلقة ونحن اليوم بأمس الحاجة للاستقرار السياسي الذي يرتبط ارتباط وثيق بكل الاسقرارات الاخرى الامنية والاقتصادية والنفسية والمجتمعية والقائمة تطول.. فهذا الفراغ الدستوري كان اطول فراغ دستوري يشهده البلد بعد ٢٠٠٣ وتولدت نتيجته فوضى كبيرة وفساد طال الزرع والضرع..
نحن اليوم بكل تأكيد بحاجة الى حكومة وطنية حرفيا وليس مجرد شعارات لان وضع البلد لم يعد يحتمل اي مهاترات سياسية فالشعب يستغيث والوطن يلفظ انفاسه الاخيرة والخطر محدق بنا من كل الجهات.. نحن بحاجة الى يد الله تنقذنا مما نحن فيه ويد الله تتمثل بالمجاهدين المدافعين عن حياض الوطن والسياسيين الشرفاء الذين قرروا ان يتخلوا عن اناتهم ويتقمصون هم الوطن ويحملون عنه اوزاره ويقاتلون الفساد والخونه كما قاتل ابناء الحشد داعش الارهابي..
ماقلته من كلام ليس انشاء كاتب مسترخي.. ولا كمن يدهُ في الماء البارد ولا يعلم بمن يدهِ في الزيت الساخن . انا ابنة هذا الوطن الذي اتعبته احزابه وتقلباتها وامزجتها واعيته الحكومات الفاسدة واجنداتها الخارجية التي نخرت العراق نخرا.. انا كابةٌ كتبتْ على قلبها( بالروح بالدم افديك ياعراق) . لذا فانا اعني ما اقول نحن اليوم بحاجة الى رجال الله بحاجة الى قادة حقيقيين اقويا يستثمرون الفرصة ويعلنون تشكيل الحكومة ويفوتونها على المغرضين...
اتوقع في الايام القادمة حدوث مظاهرات صدرية بقبعات تشرينية واتوقع مفاجئة من السفارة الامريكية قد تقلب الطاولة على الجالسين حولها فتسقط ما بأيديهم.
لكني لا اتوقع عودة قريبة لبيانات صدرية واعتقد ان داعش خلعت لامت حربها ولبست جبة السياسة وستعمل على تمزيق وحدة الصف الشيعي الجديد كما اتوقع مفاجئة برزانية بريطانية ومحاولات لعودة بعثية مدعومة خليجيا لكنها ستكون محاولات كسيحة خاوية رغم انها ستحدث بعض القلق هنا وهناك..
نحن اليوم بحاجة الى اطار قوي يختلف عن اطار ماقبل انسحاب التيار لانه اليوم امام فرصة ذهبية ونقاط اظيفت له واولها المقاعد الاظافية البديلة عن مقاعد نواب الصدر المستقيلين والشعب كل الشعب بكل طوائفه واثنياته وقومياته كله يتفق على جملة واحده وهي (ها يل اطاريين يلله هاي الصدر عافلكم المقاعد بيكم خير شكلو حكومة قوية وانقذوا البلد) وفي حال اخفق الاطار فانها والله القاضية .. الانشقاقات التي نتوقعا ان تحدث داخل التيار بدأت بوادرها واتوقع المزيد لانهم في حالة افاقة من الصدمة شيئا فشيئ لانهم لم يتوقعوا انهم سيذهبوا بهذا المنزلق لنهاية الوادي فاغلبهم كان يحسبها تقليعة من تقليعات السيد الصدر فطالما عودنا واياهم على مثل هكذا مواقف ثم يعدل عن قراره. لكن اليوم القرار قطعي فقد ادى البدلاء اليمين واصبحوا يجلسون على كراسيهم فهل ستستمر الطاعة للصدر الى متى وحتى متى يمكن ان يصبر الطامعون بالسلطة خصوصا هؤلاء الذين تعودوا عليها وذاقوا طعم حلاوتها كالزاملي والدوري وامثالهم.. ان الصراعات والانسحابات والانشقاقات قادمة بين صفوف التيار والحروب الاقليمية ستزداد ظراوتها على احزاب الاطار وخارطة التحالفات الداخلية والخارجية ستنعاد صياغتها من جديد ولكل منهم ملعبه وللكاظمي ملعبه فهو الابن البار الذي كسب ثقة آبائه واقصد امريكا وبريطانيا واسرائيل والدول العربية والاقليمية وهو حليف تركيا ناهيك عن تمسك الاكراد به فهو اكثر الرئساء انبطاحا لهم.. عواصف التغيير ستهب ونحن بأنتظار خارطة سياسية مزلزلة وستكون عبارة عن صراع الاقطاب فالاطار بما فيه هو حليف استراتيجي لأيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية وباقي الاطراف حلفاء لامريكا واسرائيل وبريطانيا والسعودية ودول الخليج ستشهد بغداد عين الاعصار بعد عطلة العيد وما نراه اليوم ما هو الا الهدوء قبل العاصفة