محمد الابـــــــــــــراهيمي ||
مما لاشك فيه ولا تردد لايمكن لاي موجود ذو نفس سائلة وغير سائلة بحاجته الى مقوم الغذاء لديمومة حياته المادية والمعنوية ولضمان النــــــمو وعدم ضمور الخلايا واتلافها وضعفها مما يؤدي الى توقف الوضيفة التي لاجلها خلق الله عزوجل كل الموجودات والانسان سيد هذا الوجود بل لاجله خلق الكون باسره فالحديث القدسي يقول الله سبحانه ( يابن ادم خلقت كل شيء لاجلك وخلقتك لاجلي فالماذا تفر مني ؟؟)
فهذا السيد له جسد وعقل وقلب فاللجسد مطعم ومشرب من عالم الاجنة في الارحام مرورآ بنزوله الى الدنيا وصعودآ بمراحل حياته الجسدية وتغيراته الفسلجية يحتاج الى الغذاء الكامل , وقطعآ اذا اخذ حاجته سينموا نموآ ايجابيآ وصحيحآ ولكن هل تناول هذا الاحتياج غير محكوم بضابطه الاهيه ؟ او اوامر ربانية
والفاصل في هذا الامر هو تدين الانسان اذا كان ذو دين ومعتقد صحيح يلزم نفسه بطعامه وشرابه بالضوابط الشرعية امرآ ونهيآ (( كلوا من طيبات ما رزقناكم ))
(( خذو زينتكم عند كل مسجد)) فالفرض العيني هنا هو الطيب من الطعام والشراب والزينة الشرعية والاصل من الطيب هنا هو الحلال من الطعام والشراب واللباس وعند مخالفة هذا الفرض العيني ستكون الاثار الوضعية تاخذ بصاحبها الى الخط الابليسي لامحالة شاء الانسان ام ابى
وعند الالتزام والاحترام لهذا الفرض ستقوده الاثار الوضعية الى السير والسلوك على الصراط المستقيم
واذا عثر وكبى ترفعه من عثرته وكبوته يد الرحمة الالهية لامحالة وهذا يقيننا وثقتنا لرحمة المعبود سبحانه
وفي الحديث القدسي اذا احسن ضن العبد بي فانا عند حسن ضن عبدي.........
واما العقل فله غذاء ايضآ فغذائه العلم والمعرفة
يروى ان ولي من اولياء بني اسرائيل رأى رجل عابد في صحراء مخضره لوحده فأستحسن عبادته فكشف له الغطاء رأى منزلة هذا العابد لا تتلائم مع كثرة عبادته فاراد اختباره ودنا منه وسئله
قال : ايها العابد اراك متأملآ هل لك ان تعلمني بتأملك ؟
قال العابد : انا حائر في امري في هذه الارض المخضرة وهذه الزروع الكثيفة
قال: مابها ؟
قال العابد : هذا الزرع خلقه الله سبحانه فلماذا لا يخلق حميرآ من حميره ليأكل هذا الزرع
فعندما سمع الولي هذا الطرح تركه ومضى الى احواله ..
فأن لم يتغذى العقل بالعلم والمعرفة بشرطها وشرائطها لايمكن لصاحبه ان يرتقي في سلم الوصول الى رضا الله تمام الرضا ولا يمكنه بلوغ الحكمة العالية ولا يمكن لصاحب هذا العقل بلوغ تأدية الوضيفه بكاملها والتي خلق الانسان من اجلها ولا يمكنه ان يعرف مقام الاستخلاف الرباني.
حيث يقول الله عزوجل ( ثم جعلناكم خلائف في الارض )
واما غذاء القلب والذي سعة مساحته اكثر من سعة العقل حيث به أي القلب تدرك الحقائق هو فضائل الاخلاق حيث بدونها لا يمكن لحامله ان يدرك أي حقيقة على سبيل المثال كيف يمكن لقلب ملوث بالكدر والخبث ان يدرك الحقيقة المحمدية ؟؟
والتي لم يدركها لا يخطوا خطوه واحدة في سلم الكمال
هذه الحقيقة التي علمت الملائكة بكل طوائفها هذه الحقيقة التي صعقت البشرية بجمالها وكمالها
وكيف يمكن لقلب كدور خبيث ان يدرك الحقيقة العلــــــــــــوية والزهرائية والحسنية والحسينية
كيف يمكن لقلب كدور وقذر ان يدرك حقيقة العصمة السجادية والباقرية والصادقية والكاظمية والرضوية والجوادية والعسكرية الهادية والحقيقة الزاكية والحقيقة المهـــدوية
اذآ لابد للمسلم ان يغذي قلبه بفضيلة الخلق الرفيع حتى يصل به الى ادراك الحقائق النورانية والصفات الربانية والتي ذكرتها بهذا الاختصار وبالاشارات المبسطة المختصرة
اخي قارء هذه السطور
اذا كان غذاء الجسد بامر الله ونهيه وغذاء العقل بنوره ورعايته ولقلب بهديه وفضيلته
ســـــــــــــيكون عندها أي الانسان عبده وخليفته وســـــــــــــيكون سعيدآ بمعرفة حقائقه في بريته هاديآ مهديآ بقوله وفعلته مأمون الجانب بنضريته وعقيدته
وقطعآ سيكون سعيدآ في دنياه فائزا بأخرته وسيكون نافعآ ناجحآ بين ابناء جلدته وقعطآ سيكون مستجابآ بدعوته وسيسر النفوس عند الاقبال على اخوته وسيحزنون لفراقه بعد رحلته
وسيدوم ذكره بعد موته و رقدته واحتمال الصلاح قائمة في اعقابه وذريته
فحري بنا ان نربي اجيالنا على هذه المعالم حتى نضمن لهم النجاة فغذائه عند الرحيل عن هذه الدنيا الزائله المنصرمة المتنقلة باهلها من حال الى حال والحمد لله على هذا الحال وعلى كل حال والصلاة واتم التسليم على النبي واله الاطهار
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha